04:46 am 31/12/2020
| رأي
| 2532
وتطوى صفحة عام مضي بكل ما فيه من لحظات حزينه وسعيده.. عام من التحول في كل شيء.. عام اللا مضمون واللا معروف عام تغيرت فيه أحوال البشر وطموحاتهم وآمالهم.. ادركنا فيه ان اهم النعم هى الصحة، فمن يدركها ادرك اهم ما فى الوجود.
في حياتي لا أتذكر حالة من الرعب والهلع في العالم كما أحدث انتشار فيروس كورونا، ربما لأننا لم نعش زمن الأوبئة، لم نعرف ماذا فعل الطاعون مثلا؟ وأكثر ما يؤرقنا ونخشاه مرض السرطان الذي لا يجرؤ البعض على ذكر اسمه خوفاً وتشاؤما منه .
يسعى الإنسان بقدر ما يسعى ليجمع ملذات الدنيا.. ولكن في النهاية لا يوجد اهم من تمتعك بجسد معافى خالى من مرض لم تحدد معالمه وتشخيصه الدقيق وأسبابه واغراضه..مجهول الهوية والتعريف..فما أعظم تمتعنا بهذا النفس الذى يخرج منك بسهولة بدون ألم وبدون اجهزة .
عام افتقدنا فيه الاقتراب ممن نحبهم ..فكنا في أمس الحاجه إلى احتضان ام وأب وتقبيل رأسهم.
..كم من الصعب أن تخاف من التحدث مع أبناءك او الاقتراب منهم.. من وداع اغلى الاقارب او الأصدقاء ..كم من من الصعب أن يحرم الأطفال من الاستمتاع بأجمل لحظات العمر فاصبحو سجناء للمنازل..حرمو من البراءة والمرح والانطلاق .
كم من الصعب أن تصبح خائفا من ان تخطو قدماك خارج منزلك..ان تلمس يداك اى شيء..ان تتحدث مع اى فرد.. او تستضيف شخص غالى في منزلك..
أصبح كل منا مسؤول على أرواح من حوله واغلى الناس لقلبه ..فلست مسؤول عن عافيتك وحدك فقد تكون السبب في جلب..المرض إلى أقرب الناس لك .
عام من الخوف من القلق من انتزاع الارواح..خلت المنازل من الضحكات والمساجد من المصلين..وخلت الشوارع من الزحام .. استبعد الكثير من اعمالهم وحقق العالم خسائر جمه
اغلقت الدول والمطارات وتغرب من تغرب وأصبح من الصعب..عودته مره اخرى إلى احضان بلاده طرقات خاليه مظلمه مخيفه.
تقيدت الحريات واختفت الأصوات
افتقدنا الاستمتاع بالأعياد وبايام لمة رمضان واسعاد الأطفال ..وأصبح الخوف يطاردنا في كل وقت.
الحياة اصبحت صعبة ولا تطاق، فالمطلوب أن تتخلَ طوعا عن حريتك، وتُبدل طقوس حياتك، وتنعزل تحسبا من خطر داهم قد يفاجئك.
ولكنه كان عام النجاح لبعض منا..وعام الحب والرزق للآخر ..عام تعافى فيه البعض وانتصر على المرض.. قلت التلوثات البيئيه.. اجتمع فيه الاب مع أبناءه وتحدث اكثر معهم..أصبحنا نواكب التكنولوجيا الحديثه وتمكنت الاجيال الجديدة من التعليم عن بعد.
فدعونا نستشرق ان القادم أفضل وندعو الله ان يسود الخير عالمنا وان ننعم جميعا بصحه جيده ويختفي هذا الكابوس اللعين وتعود من جديد اللمه والفرحه والخير والسعاده وعدم الخوف من المجهول لننتظر النصر على هذا الوباء فسيكون يوما جميلا ستشهد فيه الإنسانيه بهزيمة هذا الفيروس وعودة الناس لممارسة حياتهم بشكل طبيعى.. ولنحمد الله في كل خطوة تخطوها ومع كل نفس تتنفسه ومع اشراقه كل فجر جديد
دعونا نرفع أيدينا إلى السماء بأن يرحل عنا هذا الوباء وأن نستلهم مما جرى تعديلات إيجابية فى سلوكياتنا وأن نخرج من هذه الأيام الصعبة أكثر صلابة وأشد إيمانا بالوطن وبالحياة والمستقبل.