الكاتب : د أحمد هندي |
08:40 am 28/12/2020
| رأي
| 2248
يستطيع الإنسان أن يدرك في سهولة ويسر أهمية عقله ، فإذا سأل نفسه كيف كرمني الله ؟ وجد الإجابة في كتاب الله عز وجل أن التكريم والتفضيل كان بالعقل ، فالله يدعو عباده إلي أستعمال عقولهم وهذا العقل يجب ألا يكون مهملا فقد خلقه الله ليعمل ويعمل ، لانه هو سبب الكرامة والتفضيل للبشر .
ولكن إذا ماعطل الإنسان عقله ، وسار خلف قوي الضلالة دون فكر أو تدبر ، وضل الطريق ، فإنه حينئذ لايلومن إلا نفسه ، ولسوف يهتف مع الفجار في النار قال تعالي في كتابه الكريم ( لو كنا نسمع أو نعقل ماكنا من أصحاب السعير ) سورة الملك الآية 10 .
وعبر القرون أستخدمت وسيلة غسيل العقول عن طريق وضع الإنسان في ظروف مناخ تجعله يتقبل مايملي عليه من أفكار ، حتي في ظل الدين الاسلامي نجحوا في اخراج العديد من المسلمين علي قواعد الإسلام وأسسه لخدمة أطماع وأهداف سياسية حتي ولو كانت دفع الناس لأعتناق مذهب يرون صحته ، ولكن الإسلام نفسه رفض أكراه العقلاء الذين هم في وعيهم في اعتناق مبادئه .
وقال إنه لا إكراه في الدين وجعل الحرية لمن شاء فليؤمن ولمن شاء فليكفر ، لينتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها عن طريق الأقناع والقدوة الحسنة والتسامح والمبادئ السامية التي يتميز بها .
ولم يؤثر فيه الذين أنحرفوا بالدين أو الذين حرفوا الكلم عن موضعه لخدمة أغراض دنيوية ، فقد ظهرت حركات وجماعات دينية ضد الدين وضد الأخلاق أستخدمت في ذلك كافة الأساليب في محاولة لتغيير معتقدات المسلمين .
فقد تم أستخدام الروايات في تأويل شجاعة المسلمين وقالوا إنهم بستميتون في الجهاد لأنهم موعودون بالجنة التي تجري تحتها الأنهار وترقص فيها الحور الحسان إذا أستحبوا الشهادة في سبيل الله..
قضية الوعد بالجنة كيف يطيع الفدائيون شيخهم أو أمامهم أو أميرهم أو مرشدهم هذه الطاعة ؟؟ وكيف يقدمون بأمره علي الموت المحتوم فلم يتخيلوا سببا غير الجنة الموعودة ؟؟
ومن حادثات التاريخ حول غسيل العقول والغاء العقول ليكونوا أكثر عنفاً وقتلا حيث أستخدمت الأساليب غير الدينية ، هي جماعة حسن الصباح الذي درس المذهب الفاطمي وأعتنقه واتجه إلى مصر للدراسة وأطلق على نفسه داعي الدعاه ووضع القابا لرجاله فمنهم الدعاة والفدائيون الذين يجيبون طلباته دون أن يناقشوا أو بسألوا !
وكانت وسيلة الحسن الصباح مع أتباعه كما نقلها الدكتور عبد الرحمن بدوي فيقول ( إن داعي الدعاة كان له بستان عظيم به مسابح ماء وطيور تغرد وزهور عاطرة وغابات كثيرة ، وأماكن خلابة للأستراحة علي بابه قلعة عظيمة لايستطيع أن بتخطاها أحد وكان داعي الدعاة يختار أقواهم وأشدهم بأسا وأمثلهم للطاعة ويقدم لهم الحشيش وأقداحا من الشراب المسكر حتي يناموا ثم يأمر بحملهم إلي البستان ووضعهم هناك وهم سكاري ويفيق الفدائيون ليجدوا حولهم البهجة وفتيات كالحور العين .
ويظل الفدائيون فترة في هذا النعيم ثم يسقيهم العبيد شرابا يناموا به وعندئذ يحملون مرة أخرى إلي قصر داعي الدعاة فإذا أفاقوا من نومهم حسبوا ما رأوه حلما أو ظنوا زيارة إلي جنة الخلد ويدخل داعي الدعاة يذكرهم أن من أطاع أوامره حملته الملائكة إلي جنات النعيم التي رأوا بأنفسهم صورة منها ..ليطلب منهم داعي الدعاة القيام بأي شئ ، فإذا طلب من أحدهم أي شئ نفذه بلا تفكير !
ولا جديد في الحروب النفسية وغسيل العقول مناهج واحدة تستخدم فيها كافة الأساليب الحديثة لصناعة ارهابي ، شديد العنف دموي لانه عطل عقله وسار خلف قوي الضلالة دون فكر أو تدبر !!!