07:00 pm 27/12/2020
| رأي
| 2449
في صباح يوم شتوي جلست أنا وصديقتي في أحد مقاهي القاهرة الجديدة لتناول إفطارنا المطهو بحكاياتنا ونشرب قهوتنا برائحتها الممزوچة بضحكاتنا على خيباتنا وبينما صديقتي تُلْفِت رأسها للهروب من الشمس إذ بعينيها تتشبث بهذا المقعد البعيد وكعادة حب استطلاعي الطفولي ركض خلف عين صديقتي وهانحن الإثنتين تقف أعيُننا أمام هذا المقعد وصديقه الچالس عليه، رچل سبعيني يملك من الوقار و الهدوء مايكفي لصبغة مچلسه بروحه ماسكاً في يده كتاب وغارقاً في منتصف بحره.
هذا البحر - أقصد الكتاب - هو مَن أصاب صديقتي و أنا بالإنبهار وخطف عنوانه إدراكنا " وزن الروح "
⁃ أخدتي بالك ياسمر
⁃ تقصدي الكتاب ياماجي وإلا.....
وإذا بنا نحن الإثنتين ننطق بلسان واحد....."العنوان"
فقد كان عنوان الكتاب بمثابة حچر تم إلقاؤه في بحر فضولنا الشغوف بالقراءة
"وزن الروح "
هل حقاً الروح تملك وزناً؟ كيف يُقاس ؟
هل ميزانه خبرات الروح الراكبة من محطات قطار الحياة ؟
هل يُقاس بألام الروح وأوچاعها وظنونها فتكون روح ثقيلة مُثْقَلة أم أن الوزن يُقاس بالفرح والنقاء والصفاء فتصبح الروح خفيفة طائرة ؟
هل تخيلتم للحظات أن تقوموا بقياس وزن أرواحكم ؟
أنا فعلت بعد أن تركت صديقتي وعُدت إلى البيت
وإليكم ماهالني وأذهلني بل أبهرني.....
فتحت باب البيت وإذ يإبنتي كنزي توقفني مرتبكة خائفة
-"ياماما إيه رجعك بسرعة مالحقتش أرتب أوضتي"
-"كدة ياكنزي -بصوت غاضب- أكيد كنتي ماسكة تليفونك الله يقطع المحمول و سنينه طيب مافيش تليفون لمدة يومين"
وإذا بوزن روحي يزداد ثُقلاً عندما أضفت له ظن السوء والغضب
-"ماشي ياماما أنا أسفة تعالي معايا أوريكي حاجة في أوضتي المكركبة"
ذهبت معها بذلك الوزن الثقيل وما إن فتحت باب غرفتها حتى إنتقلت إلى عالم آخر من وزن الروح عالم الروح اللوامة لنفسها حيث أن الغرفة كانت مُرَتبة بل مُزينة
-"ليه كدة ياكنزي-بصوت خاچل- خلتيني أزعقلك وإنتِ كنتِ عملتي اللي قلتلك عليه"
-"بصراحة ياماما كنت عايزة أعملهالك مفاجأة ممكن أخد تليفوني أصلي مامسكتوش طول اليوم"
( طبعت قبلة على رأسها ومنحتها هاتفها المحمول وألتفت عنها حاملة روحي الثقيلة بتأنيب الضمير). وفجأة يأتي صوت من الغرفة الثانية
-"ماما محتاجاكي ضروري" هاهي إبنتي الكُبرى تستغيث بي طالبة رأيي وخبراتي في أمور دراستها وهاهي روحي تنتقل من وزن اللوم إلى وزن خيلاء تاچ الخبرة فتذهب حاملة إياه إلى الغرفة الثانية
ولم أتچاوز الدقائق في وزن تاچ الخبرة حتى چاء إبني الصغير لينقلني إلى وزن الإطمئنان والنقاء حيث چاء ببرائته يطبع قبلة على يديّ قائلاً:
-"ماما أنا دعيتلك وأنا بأصلي علشان حضرتك بتعلميني كل حاجة حلوة أنا بحبك أوي"
أرأيتم في أقل من الساعة كانت روحي تتنقل بين الأوزان كنحلة تطير بين الأزهار تستخلص لنفسها أفضل الرحيق لتُخرِچ عسل الروح
"جربوا بجد تتابعوا وزن الروح.... ساعات بيكون محتاج ريچيم"