08:24 am 22/12/2020
| رأي
| 2185
أنا لا أفهم هؤلاء الناس الذين بلا طقوس شخصية بلا عادات بلا تفاصيل، لا يهتمون بألوان الأزرار ، ولا خشب المقاعد ولا انواع الأقمشة المختلفة، ويرضون بأي سائل ساخن أحمر فلا يتوقفون عند نوع الشاي او نكهاته او القهوة ولونها ودرجة تحميصها ومكونات تحويجتها.
هؤلاء الأشخاص الذين يتخرجون بتقديرات عالية، وتخصصات علمية دقيقة، لكنهم لا يستمعون للموسيقى ولا يعرفون أنواعها، لم يحضروا فيلماً سينمائيًا او عرضاً مسرحيًا، ولا يعرفون شاعراً واحداً، أو حاولوا نظم قصيدة او حتي كتابة بيتاً شعرياً ، أو أن يخلطوا علبة ألوان ليرسموا لوحة او شمساً وفتاة بوجهاً أسمراً باسماً .
ما جمال الحياة ان تحولت لنمط عادي مكرر ؟ سأجيبك : سيختفي جمالها وستنطفئ روحها ، فالحياة في التفاصيل بل وفي أدق التفاصيل، في الأحاسيس ودفئها ، في المشاعر وتناقضها، في أن تهز رأسك حزناً أو فرحاً أو طرباً لمقطع من أغنية قديمة لأم كلثوم ، أو أن تنفعل لرائحة عطر يهب عليك من ماضي بعيد جميل.
تلك هي الحياة تفاصيل صغيرة وذكريات جميلة