الكاتب : د أحمد هندي |
03:03 pm 04/12/2020
| رأي
| 3782
الطموح هو الطاقة الروحية في حياة الإنسان ، وأساس النجاح ، وهو الخطة العقلية التي تنظم حياتنا ، والتي تدفعنا نحو المستقبل ، فلا قيمة لوجود الانسان إن لم يكن طموحا حالما .
كثيرا مانبني صورة مشرقة في أذهاننا لمستقبلنا وما سنكون عليه ، وكل يوم نقوم برسم الطريق الذي سوف نحقق به أهدافنا وأمالنا .
يعتقد الكثيرون أن الطموح أماني وأحلام يرغبون بتحقيقها في المستقبل ، ولكن ومع أحتكاكهم بواقع الحياة تتلاشي تلك الطموحات ويميلون إلي القبول بالواقع المفروض عليهم ، حيث يقعون بين المساواة واللامساواة ،فكافة العاملين بقطاع البترول الذين يمثلون الثروة البشرية ، يتساوون في الخضوع لمظلة واحدة وهي التبعية لوزارة البترول !
ولكن الواقع العملي التطبيقي يظهر حالة من اللامساواة ، لقد أصبح العمل بشركات القطاع العام البترولي وهي شركات ،العامة للبترول - السويس - القاهرة - النصر - الإسكندرية - العامرية - البتروكيماويات - أسيوط - الأنابيب - التعاون - مصر - بتروجاس ، وهي الشركات التابعة للهيئة العامة للبترول .
إن العاملين الذين يعملون بشركات القطاع العام البترولي هم في قاع التسلسل الهرمي للموارد البشرية بقطاع البترول ، حيث أن هناك أتجاه أحادي هو أعدام الطموح لدي العاملين بهذه الشركات ، فلا يوجد لديهم طريق النجاح أو الوصول للهدف الذي يطمح للوصول إليه طوال حياته ، وذلك عن طريق السعي المستمر والمثابرة حتي الخروج للمعاش دون تحقيق أي هدف !
العاملون بالهيئة العامة للبترول ، وشركات القطاع المشترك ، وشركات القطاع الخاص والأستثماري ، الطموح لديهم بلا حدود ، أمامهم الفرصة للأرتقاء والترقي والوصول إلي أعلي الدرجات الوظيفية ، بالنقل ، أو الندب ،فتجد منهم رؤساء مجالس إدارة ، مساعدين ونواب بالشركات القابضة والأستثمارية والمشتركة ، حيث يلقون الأهتمام والرعاية والدعم لتحقيق طموحهم وأحلامهم في الحياة .!
اما العاملون بشركات القطاع العام البترولي، ماعليهم سوى الأستيقاظ مبكرا والذهاب إلى العمل ، لتمر الشهور والسنين ، ليمكثوا في التسلسل الهرمي للموارد البشرية المعدوم .
حقيقة واقعية لا خلاف عليها وهي أن حياتك الوظيفية داخل شركات القطاع العام البترولي بلا طموح ولا أرتقاء ، فأقصي طموح العامل بشركات القطاع العام هو الخروج للمعاش علي درجة مدير عام ، حتي أن وظيفة مساعد رئيس مجلس إدارة أصبح بعيد المنال ، وأن تحقق فهناك من دعم ذلك من المجلس الأعلى للهيئة أي ( محاباة أو محسوبية أو واسطة أو مصلحة مشتركة ) .
أما أن تحلم أن تصل إلي درجة مساعد أو نائب بالهيئة العامة للبترول ، أو مساعد أو نائب بالقوابض أو المشترك أو الأستثماري ، فهي فروض خالية للعاملين بشركات القطاع العام البترولي ، فمن المستحيل أن يتحقق ولم نري أو نسمع عن ذلك ، شركات القطاع العام مغلقة علي نفسها أما الخروج منها أما الموت أو المعاش !
واذا قمنا بطرح سؤال علي القيادات العليا بالقطاع ، ما هو سبب عدم اندماج شركات القطاع العام مع باقي كيانات القطاع ؟
تكون الإجابة هي زيادة عدد العاملين بهذه الشركات وضعف مهاراتهم وقدراتهم ، وعدم اعداد قيادات صف ثاني بهذه الشركات ، وبطء وصعوبة اتخاذ القرار ، وأنتفاء معايير الأداء ، واغتيال معيار الكفاءة في الأختيارات نتيجة الفساد المالي والإداري الظاهر بهذه الشركات ، والتدخلات المستمرة ، ويبدو أن اللائحة التنفيذية للهيئة العامة للبترول فيما يتعلق بشركات القطاع العام ، والسياسة التي تسير عليها الهيئة العامة للبترول في تعاملها مع شركات القطاع العام سبب رئيسي في أعدام الطموح لدي العاملين بالشركات .
والملاحظ للجميع أنه لا يوجد عامل واحد من شركات القطاع العام يعمل بوزارة البترول ، أو الهيئة العامة للبترول ، فهل هناك في قطاع البترول من يبحث عن هؤلاء الأشخاص الطموحين بشركات القطاع العام لتوظيفهم والأستفادة منهم للقيام بأعمال تحقق للطرفين طموحاتهم !
ففي الوقت الراهن لو طرحت سؤال علي قيادات شركات القطاع العام البترولي ، ماهو طموحك ؟؟
أطلع معاش علي خير ، أى أن. الطموح هو الطريق للمعاش .
والسبب في ذلك أنهم لايملكون إلا صوتاً ضعيفا في مجريات الأحداث ، صوت غير مسموع أو محسوس من أحد !
فلا قيمة للأجتهاد بكل ما أؤتيت من طاقة لأنك في القطاع العام محلك سر ، لن تصل لشئ ، فلا مكان لك بالوزارة ، أو الهيئة ، أو الشركات الكبري ، لأنك في قاع التسلسل الهرمي للموارد البشرية ( البدروم ) ، أقصي طموحاتك أن تقف في الطابور تنتظر ترقياتك النمطية حتي تصل إلى سن الإحالة للمعاش ..أنه الأغتيال الأصعب ، حياة عملية بلا طموح ، لاتحلم ، لا تحاول ، لاتجتهد ، فليس لديك حلم منشود .
تعيش وتخرج علي المعاش من القطاع العام ..وأبتسم أنت في القطاع العام البترولي معدوم الطموح !!!