الكاتب : دينا عبدالكريم- المصري اليوم |
06:46 pm 22/11/2020
| رأي
| 2145
شوارع المدن هى أول سفير عن «جودة الحياة» فيها.. تستطيع تكوين صورة مبدئية عن طباع الناس وحبهم للحياة وعن مستوى الخدمات وعن ثقافة شعب من خلال جولة مدتها ساعة واحدة سيرًا على الأقدام فى إحدى العواصم!.
ببساطة الشوارع تحكى عن سكانها وعن أوطانها... لهذا نحب شوارع الزمالك العريقة بأشجارها ومحلاتها ومبانيها، نحب شوارع القاهرة القديمة بكل تفاصيلها الحلوة وشوارعها الصديقة.
لنفس السبب تزعجنى شوارع التجمع الخامس الخالية من الحياة مهما بدت مصطفة بالمبانى والقصور!، شوارع خالية من التخطيط متسعة بلا جمال وشاحبة بلا خضار وكأن الخضار كله قد تم حبسه إجباريا داخل الكومباوند!.
لنفس السبب يعيش سكان مصر الجديدة كابوسًا منذ تغيرت ملامح الحى الراقى وتحولت كل الشوارع الى شوارع رئيسية وطرق سريعة.
وقبل أن ندخل سويًا فى جدال أن الناس من الصعب إرضاؤهم والمقارنة ما بين زحام الفترة الماضية وسيولة المرور الرائعة حاليًا.. فتلك أمور متفق عليها بلا شك.. وهى مكاسب عظيمة لتطوير المناطق الأكثر ازدحاما فى القاهرة درّة العواصم.
لكن سؤالى عن هوية الأحياء، قصتها التى اعتادت أن تحكيها الشوارع وتحكى عن شكل الحياة فيها.
الشوارع حين تتغير- والتغيير حتمًا مهم- يجب أن تتغير للأفضل.. والأفضل لأنه أمر نسبى وفضفاض ويحتمل وجهات النظر ولا يجب أن أطرحه هنا من وجهة نظرى الخاصة، فالأفضل أن أطرح الأسئلة التى يطرحها الناس هنا وأتركها هنا عل أحدًا من أساتذة التخطيط العمرانى يجيبنى ويا ليتنى أكون مخطئة.
أين ممرات المشى فى شوارع اتساعها يزيد على مائة متر؟!
أين الرصيف الآمن؟!
أين خطوط عبور المشاه؟!
عظيمة هى سيارات الونش التى تملأ الشوارع ورجال المرور الذين يضعون المخالفات، لكن أين يضع الناس سياراتهم كل يوم، وأمام كل مستشفى وكل مؤسسة خدمية إشارات الممنوع التى تملأ الشوارع؟!.
ألم يكن هناك فرصة للحفاظ على الكتلة الخضراء التى وعد الناس بالحفاظ عليها ثم استبدل الرمادى بالأخضر؟!
أتحدث عن مصر الجديدة كنموذج لتطوير غير مشكوك أبدا فى نواياه الطيبة بل نتائجه الإيجابية المنعكسة على المرور..
لكنى أناقش أيضا مردوده إلى الانتماء وجودة الحياة ورضا المواطنين.. وهى أمور من الواجب أن تناقش، وتخاذل عظيم أن نتجاهلها حتى مع وجود الإيجابيات.
تجربة (المشى) سيرا على الأقدام فى شوارع المناطق التى يتم تطويرها هى التجربة الكاشفة للإيجابيات والسلبيات.
سلامة المترجلين وخبرة مرورهم بالشوارع وعودتهم لبيوتهم سالمين هى فرض عين على كل مسؤول عن التطوير، وكل من يفكر لهذا الوطن ويحبه ويحب أهله.