الكاتب : أبوبكر عبد المعز |
05:32 pm 09/10/2020
| متابعات
| 3278
تنافس معامل وأجهزة تكرير البترول في السويس، الأنشطة الاقتصادية الأخرى مثل الصيد والسياحة، والاستثمار الصناعي، ووقع الاختيار على السويس في حقبة ستينات القرن الماضي لتحتضن أول معهد في مصر للبترول والتعدين والذي تحول في بضع سنين الى كلية الهندسة والتعدين.
في عام 1961 أنشأت وزارة التعليم العالي، المعهد العالي الصناعي للبترول والتعدين، وكان مقره بمنطقة المستعمرة داخل زمام شركة السويس لتصنيع البترول" يتحدث الدكتور محمد الذكي، عميد كلية هندسة البترول والتعدين السابق وأحد أبناء الكلية، ويضيف ان في عام 1966 وقعت وزارة التعليم العالي برتوكول تعاون منظمة اليونسكو لتطوير المعهد.
ويقول الدكتور محمد الذكي، انه مرحلة التطوير شهدت تأسيس المعامل وتطويرها، وتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس من خلال التدريب والبعثات الخارجية، وتطوير المقررات الدراسية ومحتوى المناهج للطلاب.
ويشير الدكتور الذكي، ان اليونسكو وضعت أيضا خطة دراسية واستعانت بخبراء أجانب في مجال التنقيب والتعدين، للتدريس بالكلية، مع الاهتمام بالخريج وارسال المعيدين في بعثات للتعلم.
لكن الجهود الدولية لتطوير هندسة البترول والتعدين، لم تدم طويلا، فما حدث في اعقاب نكسة يونيو 1967 أسفر عن تدمير معامل وأجهزة التكرير بشركات البترول، وطالت معها جزء من منشآت المعهد.
يتذكر عميد الكلية، يوم 6 يونيو ويقول: " كنت بالدفعة السادسة بالكلية، وفى ذلك اليوم صباحا كنت في لجنة أخر امتحان للفرقة الأولى، وعلمت ليلا بخبر احتلال سيناء"، ويشير العميد انه عقب ذلك صدر قرار بوقف الدراسة بالمعهد في غضون شهور كان قد صدر قرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتجهير أهالي مدن القناة.
ويضيف انه عقب التهجير صد قرار سيادي، بنقل المعهد الى شبين الكوم، وخلال نقل المعامل والمعدات والأجهزة من السويس للمنوفية، تعرضت اغلبها للتكسير والتلف على ايدي فنيين لم يكونوا على دراية بأهميتها.
واستمرت الدراسة بالمعهد في المنوفية، وفى عام 1975 عقب تأسيس جامعة حلوان أصبحت المعهد كلية وتابعة للجامعة، حتى صدر قرار سيادي أخر من الرئيس الراحل أنور السادات، بموجبه عادت الكلية للسويس مرة أخرى، وكانت بالمستعمرة وهي جزء تابع لشركة السويس لتصنيع البترول، ويضم منشآت خصصت استراحات للمديرين وكبار موظفي الشركة عقب انشائها عام 1958 بجانب ضمها للمنشآت الخدمية الأخرى التي كانت تقدم للعمال.
وفي عام 1978، صدر قرار جمهوري بإنشاء جامعة قناة السويس، بمقرها الحالي في الإسماعيلية، ونقلت تبعية الكلية إليها، كانت الإمكانيات المادية لفرع الجامعة في السويس ضعيفة للغاية، بينما كانت الكلية بدون اية إمكانيات مادية وشبه منهاره حتى صدر قرار في عام 2012، بانشاء جامعة السويس التي أصبح لها استقلال مالي وميزانية خاصة بها، وانفصلت بكلياتها.
تحتل هندسة البترول والتعدين رأس قائمة كليات القمة، وتسبق في تنسيق الجامعات كليات الطب والهندسة بمختلف جامعات مصر، بمجموع 403.5 لكنها لم تكن هكذا من قبل.
ويكشف عميد الكلية السابق سبب ارتفاع المجموع ويقول انه يرجع لأمرين الأول أن الكلية لا تخضع للتوزيع الجغرافي فهي تقبل الطلاب من مختلف المحافظات طالما أن مجموع درجاته في الثانوية العامة يتناسب والحد الأدنى للقبول بالكليات.
اما الأمر الثاني فهو أنها الكلية الوحيدة التي تدرس مواد البترول والتعدين بهذه الصورة من التخصص ولا توجد أي كلية مناظرة لها في جامعات مصر الحكومية أو الخاصة.
وتضم هندسة البترول خمسة اقسام هي هندسة البترول وتكرير البتروكيماويات، وفلزات ومواد، ومناجم، والهندسة الجيولوجية، وقسم الاستكشاف وإنتاج البترول وهو قسم أضيف للكلية في عام 2005 وتابع لبرنامج التعليم غير التقليدي، ويختلف عن باقي الاقسام إنه بالمصروفات.