للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

د أحمد هندي يكتب: ألحق خد في الجركن

د أحمد هندي يكتب: ألحق خد في الجركن
د أحمد هندي

11:35 pm 14/11/2019

| رأي

| 2204


أقرأ أيضا: Test

الفساد يورث الجهل والفقر والتقصير واللامبالاة والأهمال والأرهاب وطمس الحقائق، وهو مايعاني منه المجتمع المصرى ميراث الفترة من ١٩٥٤ حتى ٢٠١٤، وكان الجميع يراهن على موت مصر خلال الفترة من ٢٨ يناير ٣٠١١ حتى ٣ يوليو ٢٠١٣، ولكن مصر لم تنكسر بل أن عظمة مصر أنها لاتنكسر فى المحن، وروعتها أنها قادرة على أستيعاب كل الضربات وأمتصاصها وتحويلها إلى مواطن قوة!!

ومنذ أندلاع أحداث ٢٨ يناير ٢٠١١، أصبحت الجرائم الجنائية تتصدر عناوين وسائل الإعلام والبرامج ومواقع التواصل، سواء جرائم النفس أو جرائم المال، ولعل كثرة مشاهدة الحوادث الجنائية في حياتنا اليومية وبشكل أعتيادي بمشاهدها المأساوية، وأخرها حريق خط نقل المنتجات البترولية من القاهرة إلى الأسكندرية بقرية المواسير التابعة لمركز أيتاي البارود بمحافظة البحيرة وراح ضحيته العديد من الأرواح والأموال، وتكشف الحادثة مدى جهل الكثير من المواطنين بفكرة الأمن والأمان، بل وتخاذلهم عن تنفيذ أدوارهم نتيجة عدم وعيهم بالتحديات التي تواجه بناء الدولة.

حيث أن بناء مجتمع تنموي حديث، يوجب على كل فرد من أفراد المجتمع المصري، ضرورة الألتزام بالحيطة والحرص على الأموال العامة والصالح العام مثل حرصه على ماله الخاص ومصلحته الشخصية.!!

نعم نحن نبذل جهودا مضنية لجمع وحشد الأستثمارات من الداخل والخارج للحفاظ على معدلات نمو مرتفعة، ولكن ذلك لايكفي لإرضاء ضمائرنا، فهناك جرائم عديدة يتكرر وقوعها في مجتمعنا وعلى نطاق غير محدود، وهي جرائم ليست فردية ولكنها جرائم جماعية، المتهم فيها ليس شخصا واحد وإنما أشخاص عديدون بعضهم أكتشفناه وعرفناه، وبعضهم لم نكتشفه بعد ولهم أعوان كثيرون ( الخلايا المنفذة في الخفاء)!!

خيانة الوطن أمر بشع تقشعر منه الأبدان، لأن الخائن هنا لايضر مصلحة بعينها أو مؤسسة أو وزارة بل الشعب بأكمله، والأمة بجميع مكوناتها بماضيها وحاضرها ومستقبلها، خائن الوطن شخص فاقد الولاء والأنتماء والشعور بكل مقومات الحياة، لأن جرائمه قد تؤدي إلى ضياع بلد وشعب بأكمله، ومن هنا فإن الجزاء لابد أن يكون من جنس العمل وهو جزاء المفسدين في الأرض!!

فقد أدى أعتيادنا على الفساد اليومي إلى أستحكام صلابة المتصلب، وجمود المتجمد، وقسوة القاسي، وصعوبة الصعب، وقبح القبيح، ونكران المنكر، وجشع الجشع، وخطورة الخطر، وخيانة الخائن، وحقد الحاقد، وإجرام المجرم، وتهور المتهور، وأندفاع المندفع، ورعونة الأرعن، وأذي المؤذي، وضراوة الضاري، وحمق الأحمق، وقفر المقفر، وإجداب المجدب، لأنه مع الأعتياد على الفساد يغور المجتمع في مستنقع الجريمة ويقوي ويزداد الفساد ويتمكن في اللاوعي وفي الوعي، وينمو في الطباع البشرية، وإلى ذلك ترجع الشرور والأثام التى تذري وتنحدر بها أحوال المجتمع مع مرور الزمن على الفساد.

الفساد يطمس الحقائق والحقيقة والحق!!!

المعروف أن السوفسطائين في تاريخ الفلسفة اليونانية كانت لديهم القدرة على قلب الحقائق، فقد كان من السهل عليهم أن يقلبوا الحق باطلا والباطل حقا، نتيجة عدم دقة المفاهيم التي يستخدمها الناس ، وهو ما أدى إلى فوضى وفساد مجتمعي، وهو ما دفع الفيلسوف اليوناني سقراط إلى تحمل مسئولية القضاء على هذه الفوضى عن طريق تحديد المفاهيم بكل دقة ليفتح الطريق أمام الناس نحو وضوح فكري يضيئ طريق حياتهم ويرشدهم إلى التعرف على حقائق الأشياء دون زيف أو تضليل!!

والملاحظ في عصرنا الحالي عودة نظام قلب الحقائق ويغلب على الكثير منا الميل إلى تعميم الأحكام أما جهلا أو عنادا، وهو مايترتب عليه الكثير من المشكلات والمنازعات بين الناس.

فقد يكون هناك حوار بين طرفين حول قضية أو حادثة معينة ولكن كل طرف يفهمها بشكل مختلف عن الآخر، فيكون الحوار بلا نتائج فلو حدد كل طرف منهما بدقة مفهومه لموضوع القضية لوفر الكثير من الجهد والوقت، ويصبح من السهل تصحيح وتوضيح الأخطاء بطريقة عقلانية بعيدة عن السفسطة والعناد.

الحقيقة لها جوانب عديدة ولايجوز بتر بعض جوانبها أو تجاهلها والتمسك ببعض الجوانب والأدعاء بأن ذلك هو الحق الذي لاجدال فيه، لأنه يستخدم المفاهيم بمعاني مطلقة وكأنها الحق، بالرغم من أنها لاتعدو أن تكون مجرد وجهة نظر تعبر عن الفهم الخاص لصاحبها ولاترقي إلى مكانة الحقيقة، وهو مايؤدي إلى الخلط بين الحق والباطل والصواب والخطأ!!

والخطأ هنا يأتى من أختزال الحقيقة في جانب واحد وتجاهل بقية الجوانب الأخرى، وليس بالأمر الغريب أن يخطئ الإنسان فى تفكيره، فكل بنى آدم خطاء ولكن الأصرار على الخطأ هو الباطل..

وإذا جاز لي الحديث عن مفهوم الحقيقة فلا يمكن أغفال الحديث عن مفهوم الحق، لأن مفهوم الحق والحقيقة متلازمان، والحق كما جاء فى كتاب الله إسم من أسماء الله، قال تعالى ( ذلك بأن الله هو الحق) سورة الحج الآية ٦، فالله هو الحق الثابت المطلق الذي لا يتغيير ولايتبدل، أما خلقه فيسري عليهم التغيير والفناء، لذلك يجب على الإنسان أن يعرف حدوده والشعور بالتواضع بعيدا عن الغرور الجاهل، لإعطاء كل ذى حق حقه ووضع كل شئ في موضعه الصحيح.

 وتتكرر الحوادث وخد الجركن وأجرى عبيه من الترعة قبل مايخلص البنزين ولكنه أشتغل بفعل فاعل، فتم القبض على اللصوص ولم يتم القبض على من أشعل النار.

خد بالجركن تولع وتبقى نار، درجة الأجادة في منظومة الأمان والصحة صفر ٪!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟