10:42 pm 10/11/2019
| رأي
| 3457
خبر مرض المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، يحتاج منا جميعا إلى نظرة متأنية، لأنه يكشف العديد من الحقائق التى يجب أن تكون ماثلة أمام عيوننا، ونحن نسير معه على طريق الإصلاح والتطوير والتنمية، الطريق الذي لاتزال بعض القوي الخارجية تحاول وضع العراقيل والصعاب أمامنا، في محاولة لإبطاء خطواتنا، والتشكيك فى حقيقة دوافعنا.
طريق الأصلاح الذى بدأه وزير البترول النابع من واقعنا وظروفنا الأقتصادية والأجتماعية، وقدراتنا الذاتية، التي لم تعد تعتمد من قريب أو بعيد على طلب وتلقى المعونات والمساعدات من الولايات المتحدة الأمريكية أو دول الخليج العربي، فقد أنهي وزير البترول تماما فكرة المعونة والمساعدة من قاموس عالم البترول والغاز المصري.
قطاع البترول المصري في ظل قيادة المهندس طارق الملا، أصبح يتحدث مع دول العالم كله، بلغة المصالح المتبادلة والشراكة في الأستثمارات بمفهوم تعامل جديد، هو التعامل بندية بعيدا عن أسلوب الضعف والحاجة إلى المعونات والمساعدات، فقد أختلفت مع هذا الرجل اللغة الأقتصادية والمالية للمجتمع المصري، وأصبحت مصر تسير فى خط متواز مع مكانتها الدولية والأقليمية!!
وقد واكبت البرامج الأصلاحية التحديثية والتطورية لقطاع البترول والغاز محاولات مستميتة من جانب الدول المنتجة للغاز الطبيعي إيران وقطر ومعهم تركيا الدولة الراعية للأرهاب، وذلك من أجل أعاقة قطاع البترول عن أستكمال برامجه الأصلاحية، لأن قطاع البترول المصري أصبح يشكل عائقا أمام الدول الراعية للأرهاب.
ومنذ اليوم الأول لتوليه أعباء مسئولية وزارة البترول، أعتاد العاملون بقطاع البترول على أن يروا في المهندس طارق الملا، شعلة من الحيوية والنشاط لايكل ولا يمل، فى أتصالاته، ولقاءاته، وجولاته الخارجية وحضور المؤتمرات والمعارض الدولية والتفاوض مع الشركات العالمية الكبرى، بخلاف زياراته للمشروعات الجديدة البترولية والغازية والبتروكيماويات، ومشروعات الثروة المعدنية، بخلاف أعماله الإدارية والأشرافية على أعمال الشركات المنتجة، وشركات التكرير، والتوزيع، وكم من شخص يتعجب من عدم حصول الوزير على راحة وأستراحة من الأعمال الشاقة والصعبة التي يقوم بها منذ توليه مهام المسئولية الصعبة، بسبب طبيعة الظروف والتحديات، التى واكبت الفترة التي تولي فيها مسئولية وزارة البترول!!!
وكلف نفسه فوق وسعها ، قال تعالى ( لايكلف الله نفسا إلا وسعها) سورة البقرة الآية ٢٨٦، أي أن الله تعالى من رحمته بعبادة أنه لا يأمرهم إلا بما تحتمله طاقتهم فلا يلزمهم بما يشق عليهم، إلا أن وزير البترول طارق الملا، تطوع بالمزيد من الطاقة والنشاط وكلف نفسه فوق ماتحتمل النفس البشرية من أعمال!!
فقد شارك وزير البترول في الأجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي، والبنك الدولى ( أجتماعات الخريف) على مدار أربعة أيام بمدينة واشنطن الأمريكية، لذلك لم يحضر مؤتمر ومعرض موك في دورته العاشرة المنعقدة بمدينة الإسكندرية في الفترة من ١٥ : ١٧ أكتوبر الماضي، وكلف المهندس محمد سعفان وكيل أول وزارة البترول بأفتتاح أعمال المؤتمر بالنيابة عنه، وعقب عودته من الولايات المتحدة الأمريكية لم يحصل على أي قسط من الراحة، بل مداومة العمل بأستمرار وعقد اللقاءات والمقابلات والأجتماعات على مدار الساعة، ليدخل في حالة أعياء شديد نتيجة عدم الراحة والنوم، ويذهب إلى إحدى مستشفيات المهندسين، لإجراء بعض الفحوصات الطبية..
ونتيجة الإرهاق والمجهودات المضاعفة نصحه الأطباء بالراحة، ونتيجة لذلك لم يحضر أفتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لرصيف شركة سوميد البحري بطول ٣٠٠٠ متر، الذي يحتوي على عدد ٣ مراسي بحرية والتي تسمح للناقلات البحرية العملاقة والتي تصل حمولتها إلى ١٦٠ ألف طن التفريغ بالمستودعات التابعة للهيئة العامة للبترول وشركة سوميد، وقد بلغت التكلفة الأستثمارية للمشروع ٤٠٠ مليون دولار كما جاء في تصريح رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس محمد عبد الحافظ، الذي سطر اسمه في معرض إنجازات قطاع البترول.
وتغيب وزير البترول عن حضور أجتماع مجلس الوزراء رقم ٦٣ المنعقد بتاريخ ٦ نوفمبر ٢٠١٩، أيضا عدم حضور فعاليات مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولى للبترول ( أديبك) المنعقد بأمارة أبوظبي خلال الفترة من ١١ حتى ١٤ نوفمبر الجاري، بحضور َومشاركة ١٣٦ دولة، تحت عنوان تعزيز مفهوم النفط والغاز.
حمدا لله على السلامة والعودة إلى العمل يا شعلة الحيوية والنشاط!!!