الكاتب : نيفين مصطفى |
11:32 am 29/10/2019
| رأي
| 4021
الغيرة شعور طبيعى وتتفاوت حدَّة الغيرة من شخص لآخر، وتعتبر الغيرة في حدودها الطبيعية حافزاً للإنسان لتطوير نفسه والسَّعي نحو الأفضل.
لكن الغيرة إذا ما تخطت حدود المعقول ستكون النَّتيجة عكسية، حيث يشعر الشَّخص الغيور بالإحباط والعجز أمام الآخرين الذين يعتقد أنَّهم أفضل منه، ومن الملفت أنَّهم قد لا يكونون كذلك حقاً!.
الغيرة أنواع منها الصحيه ومنها المدمرة، فهى مطلوبه فى بعض الأوقات.
وأتحدث هنا عن أخطر أنواع الغيرة وهى الغيرة السوداء التى تشعل وقود الغضب داخل الإنسان وقد تصل إلى حد التدمير.
فهل حدث يوماً أن جاءك خبر مفرح وأردت أن تقوله لأحد من أصدقائك لمشاركه فرحتك ثم تفاجأت برد فعله؟!
وتوقعت أنت أن يكون أكثر سعاده منك لكنه صمت فجأة ثم حاول تزيف سعادته من إجلك ويقول عبارات فاترة لا تتوقعها؟!
وهنا تقف مصدوماً معنفاً نفسك وتحاول تجاهل رد الفعل الغريب منه، وتحدث نفسك كيف تظن أن صديقك يغار منك، لابد أنك مخطئ فالصديق يتمنى الخير لصديقه دائماً، ولكن أنتظر الغيرة شعور طبيعى عند كل المخلوقات ليس البشر فقط، لكن الحقد يختلف، فالشخص الغيور لا يحمل لافته مكتوب عليها أنا أغار منك، فعليك أن تكتشف ذلك بنفسك حتى تتفادى شره، وما يكمن لك من حقد وحسد ، فمن يغار منك لن يرتاح حتى يدمرك!
هذا هو عدوك الحقيقى ويجب عليك اكتشافه وتتجنب مصادقته،
فالشخص الذى يملك هذا النوع من الغيرة، دائماً يشعر أنه أقل منك لذلك يسعى لإحراجك والتقليل منك إمام الإخرين حتى على سبيل الضحك، لكن إذائك والتقليل من ومن كرامتك إمام الأخرين ليس أمر طبيعى.
وأيضاً كلما عرضت عليه تقضيه بعض الوقت معاً يرفض ويخلق الأعذار والحجج لأن كلما نظر إليك تذكر فشله، فمهما فعلت وأجتهدت فى حياتك وحققت نجاحات لن يعترف أبداً أنك وصلت بفضل جهدك وتعبك، بل سينسب نجاحك للحظ والصدفه او لأى ظروف مثلاً قبلت فى وظيفه ما بدل ما يهنئك سيقلل من شأنك وشأن الوظيفه وأنك حصلت عليها لمجرد أن هناك شخص أخر تخلى عنها فهى ليست ميزه لهذة الدرجه.
إنتبه لحديثك أمام إى شخص تراه هكذا، ولا تتحدث فى أى أمر شخصى، فهو يضع السم فى العسل، فربما تخرج منك كلمه عفويه على صديق دون قصد فيحولها روايه من نسج خياله وتأخذ فيها انت دور الشرير الذى يطعن أصدقائه ويتحدث عنهم، كل هذا وأنت لا تدرى شيئاً وتتفاجأ أنك تخسر أصدقائك واحد يلى الأخر دون أن تعرف السبب!!
ربما تكون انت السبب فى إشعال هذا الغيرة أو على الأقل تشعلها بداخله، ممكن عن طريق المبالغه فى حديثك عن نجاحاتك وإنجازاتك المبالغ فيها، مثلاً وضعك الوظيفى المرموق، علاقتك مع زوجتك أو زوجك الجيدة وهكذا، مشاركه أصدقائك لحياتك أمر جيد وصحى لكن لا تبالغ فى الأمر وراعى شعور الأخرين، وتفهم ظروف كل شخص ربما يمر بأزمات قد تدفعه للغيرة منك غصب عنه وقد تصل لدرجه الحقد وسيقوم بتدميرك وتدمير نجاحك ومن هنا الأمر تخطى حدود المقبول وأصبح خطيراً فعليك التفكير فى علاقتك به وأتخاذ القرار المناسب هل تستحق العلاقة الحفاظ عليها رغم كل شئ وهل هتتحمل اذاه ومحاولاته المستمرة لذلك، أم بإمكانك التخلى عنه، وتجنبه تماماً.
فكما قالوا أهل زمان....
أحذر عدوك مرة وأحذر صديقك ألف مرة
فلربما أنقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة.