12:08 am 12/10/2019
تقع دولة قطر شرق شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب قارة آسيا، وتطل على الخليج العربي وتشترك بحرياً مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان وإيران في مياه الخليج العربي.
وخضعت قطر لحكم الإمبراطورية العثمانية لمدة أربعة قرون ، لينتقل الحكم لأسرة آل ثان في أوائل القرن الثامن عشر، ومن آثار ذلك العلاقة الوطيدة بين تركيا وقطر!!
فقد وحد الشيخ محمد بن ثان القبائل القطرية تحت رايته ، وخضعت قطر للحماية البريطانية عام ١٨٦٨، وتبلغ مساحتها ١١.٥٢١ كم، وعدد سكانها ٣٠٠ الف مواطن قطري، وعدد الأجانب ١.٥ مليون، وفي عام ١٩٦٨ أعلنت بريطانيا رغبتها في الإنسحاب من الإمارات الخليجية خلال ثلاث سنوات، وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لأفشال مشروع الوحدة بين البحرين وقطر والإمارات العربية السبعة في اتحاد تساعي، لتعلن قطر أستقلالها عن بريطانيا في ٣ سبتمبر ١٩٧١.
ونجحت الشركات الأمريكية بقدراتها الهائلة، وضع قطر تحت نظام حمائي خاص، وهو نظام شبه الحماية الأمريكية بأرادة الدولة، حيث تمثل إمارة قطر نموذج فريد للأستزراع الأمريكي حيث ترتبط الولايات المتحدة الأمريكية بعلاقة خاصة تتسم بأشراف الولايات المتحدة الأمريكية على السياسة الخارجية والمالية لقطر، دون ما توافر سائر خصاص الحماية المألوف توافرها في القانون الدولي العام.
حيث تحتفظ الأسرة الحاكمة القطرية بكافة مظاهر السيادة الداخلية والخارجية ، دون النظر لمساحة اقليمها او عدد سكانها، حيث أن الإقليم القطري مقسم بين القاعدة الجوية الأمريكية، والشركات البترولية الأمريكية، حيث يخضع الإقليم القطري بريا وبحريا.
إلا أن مصدر القوة القطرية قوة دخلها القومي من البترول والغاز الطبيعي ١٠٠ مليار دولار سنويا والذي لايتناسب مع حجم عدد سكانها، وبالتالي تعد أغني دولة في العالم وتحتل المرتبة الأولى عالميا.
فالقوة هنا ليست مسألة مجردة ولكنها مسألة نسبية، فالقوي ليس قويا في ذاته ولكن بالقياس الي اخر اقل منه في القوة المالية، وعلى كل الأحوال فمن الملاحظ ان القوة القطرية امر واضح يفرض نفسه على الجميع، ولا نعتقد ان ثمة خلافا قد ثار بين رجال السياسة والتاريخ حول تحديد المتمتع بالقوة من حيث القوة المالية في اي عصر من العصور!!
حيث يبلغ نصيب المواطن القطري من الدخل المحلي ١٠٦ الف دولار هو الأعلى في العالم، ومنذ عام ١٩٩٥ أصبح لقطر دور وأسهامات على المستوى الدولي كأحد أدوات السياسة الخارجية الأمريكية المسيطرة على الإمارة بنسبة ١٠٠٪، عقب الانقلاب الذي قام به حمد بن خليفة ال ثان على والده خليفة بن محمد آل ثان، والذي أسس قناة الجزيرة عام ١٩٩٦، طبقا للمفاهيم الاعلامية الأمريكية لأسقاط أنظمة الحكم في الشرق الأوسط ودعم المشروع الأمريكي لتقسيم منطقة الشرق الأوسط.
ونجحت القناة في تنفيذ المهام بفضل التمويلات المالية الضخمة لقوى المعارضة، لتسقط أنظمة الحكم في تونس، ومصر، وليبيا، وسوريا، واليمن، تحت ستار ثورات الربيع العربي، ويتنازل الأمير حمد بن خليفة لابنه تميم بن موزة عن الحكم في يونيو ٢٠١٣!!
وتقوم القوة القطرية بفضل اكتشاف البترول والغاز الطبيعي والمسال، فقد تم اكتشاف البترول حقل الدخان عام ١٩٤٠، ثم حقل الشمال للغاز الطبيعي الذي يعد الدعامة الرئيسية لقطر.
وتعد قطر ثالث اكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، تبلغ احتياطياتها ٩٠٠ تريليون قدم مكعب من الغاز بنسبة ١٥٪ من الاحتياطي العالمي بعد روسيا وايران، فقد حرص النظام القطري على منح الشركات الأمريكية العالمية حصص الاسهم في صناعة الغاز الطبيعي، لأفتقادها الي الخبرة المالية والفنية المطلوبة لتطوير صناعة البترول والغاز، وهي شركات إكسون موبيل، رويال دتش شل، يكتل، وغيرهم من الشركات الأمريكية، وهو مايجعل من إمارة قطر قاعدة للشركات الأمريكية والقوات المسلحة الأمريكية.
ومع زيادة الطلب العالمي على الغاز الطبيعي، إلا أن عقباته تتمثل في التكلفة المرتفعة للنقل، وبعد المسافات وصعوبة التضاريس، وتعدد مستوردي الغاز، ظهرت صناعة الغاز المسال لنقله وتخزينه في صورة سائلة، بتحويل الغاز الطبيعي ٩٠٪ غاز الميثان تحت ظروف قاسية من درجات الحرارة تصل إلى ١٦٢٠ درجة مئوية، ليكون حجم الغاز المسال بالنسبة لحجم الغاز الطبيعي ١/ ٦٠٠، ودخلت قطر عالم الغاز المسال من خلال مجمع الأسالة بمدينة رأس لافان في مايو ١٩٩٩..
ويبلغ إنتاج قطر من الغاز المسال ١١٠ مليون طن سنويا، ٤ آلاف طن من غاز الميثان يومياً ، ٢٦٠ الف برميل متكثفات يوميا، ١١ الف طن غاز مسال، ٢٠ الف طن يومياً من الهيليوم النقي.
وتعتمد على الغاز القطري العديد من دول العالم، اليابان، كوريا الجنوبية، بلجيكا، بريطانيا، أسبانيا، لتصبح صاحبة المرتبة الأولى عالميا في تصدير الغاز وانتاجه، وأغني دولة في العالم!!
وبفضل الوفرة الدولارية غزت قطر بأموالها العديد من المشروعات الاستثمارية في أمريكا وأوروبا وآسيا، ثم اتجهت إلى دعم الإرهاب في دول الشرق الأوسط، فأصبحت الممول الأساسي للإرهاب في مصر، سوريا، ليبيا، لبنان، حماس، الصومال، مالي، وتستضيف على اقليمها منظمات الجريمة المنظمة، وهو مادفع مصر والسعودية والإمارات والبحرين لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في يونيو ٢٠١٧، ولم تؤثر عليها المقاطعة بفضل الدعم الأمريكي وحاجة الدول للغاز المسال، وبالتالي السباق معها شديد الصعوبة في ظل قدرتها على رشوة اي دولة أو منظمة دولية بسهولة!!
فقطريكا بنت أمريكا!!