الكاتب : د أحمد هندي |
01:02 am 11/09/2019
| رأي
| 3817
انها المأساة نفسها تتكرر بالسيناريو نفسه والأحداث نفسها، فقط اختلاف اشخاص الضحايا وربما حجم وقيمة الخسائر، وفي مواجهة صريحة للواقع يجب أن نعترف بأن الحوادث باتت تشكل في مصر الآن ما يماثل الظاهرة بسبب كثرتها وتنوعها وتكرار حدوثها!!!
ولو أنزلقنا إلى الجدل العقيم فسوف نغرق في مناقشات لا طائل من ورائها، كأن نسمع عبارات ( هذا ما قدره الله لهم _ والله دا يومهم - ربنا كاتبلهم يموتوا في هذا اليوم)!!
وهنا علينا أن نميز بين القدر والنصيب الأول من الله والثاني من صنع الإنسان ويده قال تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيد الناس)، فالنصيب يأتي بسبب أفعال الإنسان وهو المسئول عنها فهو مخير في أفعاله وتصرفاته ( فلا يصاب الا الانسان المهمل)!!
وفي مجال السلامة والصحة المهنية، تعد الأوشا وهي إدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية، أكبر مؤسسة على مستوى العالم في مجال السلامة والصحة المهنية، فهي خلاصة توجيهات الحفاظ على السلامة في شتى المجالات بالولايات المتحدة الأمريكية، وتهدف إلى ضمان بيئة عمل آمنة وصحية لكل العاملين، والحفاظ على الموارد البشرية ورفع مستوى الجودة، بدورها في الحفاظ على الصحة والسلامة، وخفض الأخطار المهنية، وتطبيق برامج السلامة والصحة مع فرض عقوبات وغرامات على أصحاب العمل ( ولدينا الدفاع المدني والحماية المدنية، وكله ماشي وبيعدي ورقة ب ٢٠٠ جنيه وخلص!!))!!
وأبرز مجالات العمل التي لاغني فيها عن الأوشا، شركات البترول والغاز والبتروكيماويات والصناعات الغذائية والمعدنية والغزل والنسيج والأسمنت والرعاية الصحية!!
والقضية في اعتقادي تتعلق بسلطة فرض النظام على العمال والإدارة معا، حتى يفي كل طرف بالتزاماته ويضطلع بمسئولياته ويؤدي واجباته قبل أن يبحث عن حقوقه ويطالب بالمزيد من الأمتيازات ، والنظام هنا هو تطبيق القوانين واللوائح والنظم التي تحكم العلاقة بين العمال والإدارة ، يقينا لو أن هناك سلطة لديها الصلاحية والقدرة على الحسم السريع وموثوق بها لاختلف الوضع كثيرا!!
ويعد الخطأ الركن الأساسي الذي تنهض عليه المسئولية، ومن أبرز صور الخطأ سوء تنظيم الإجراءات والأحتياطيات اللازمة للوقاية، وهناك اعتبارات معينة تبين مدى جسامة الخطأ، مثل وقت وقوعه، ومكان حدوثه، وهناك مجالات عملية بطبيعتها شديدة الخطورة وحدوث انفجارات قوية ومنها أنشطة قطاع البترول لها صفة الخطورة في حد ذاتها مما يتسبب في وجود مخاطر غير عادية باستعمال الأشياء الخطرة، وهناك من لا يعلم شئ عن أي شيء، مثال فيلم عوكل واطاطا وأوشا ومليجي، أطاطا المركب أتحرقت في البحر ومالقوش مية تطفيها!!!
رحم الله شهدائنا، شهداء الإهمال والتقصير والجهل، خرجوا سعيا لطلب الرزق ولا حول ولا قوة الا بالله!!