الكاتب : محمد امين |
10:04 am 09/09/2019
| رأي
| 2277
الإعلام يمكنه أن يرسل رسالة بعلم الوصول، ويمكن أن يلعب دورًا دبلوماسيًا.. ويمكن أيضًا أن يشعل نارًا أو يطفئ نارًا.. هكذا تستخدمه بعض الدول لإعطاء رسائل معينة.. وللأسف، مصر لا تستخدم إعلامها ولا ترسل رسائل من خلال الإعلام.. رأينا الإعلام المغربى يستبق إعلان السفارة المصرية، بشأن وفاة العالم المصرى، وقال إن وفاة الدكتور أبوبكر طبيعية!
عرفنا هذا الكلام من الإعلام المغربى، قبل السفارة المصرية.. كانت الصحف قد كتبت ذلك، وأشارت إلى تقرير النيابة العامة والطب الشرعى.. بعدها أعلنت السفارة بيانها بأن الوفاة طبيعية.. وأشارت بعض الجهات الأجنبية إلى أن «الوفاة غامضة»، وأنه كان قد كتب تقريرًا عن مفاعل ديمونة الإسرائيلى وبوشهر الإيرانى.. فهل كان الإعلام يريد أن «يرسل» رسالة لمصر؟!
وهناك رسالة أخرى أرسلها الإعلام الكويتى للقاهرة.. وهى بعلم الوصول أيضًا.. تقول الرسالة إن «أزمة الخليج فى طريقها للحل».. وإن هناك أجواء عامة أقرب إلى التفاؤل منها إلى التشاؤم، فيما يتعلق برأب الصدع، ومعناه أن الرسالة يجب أن تفحصها الخارجية المصرية.. فهل استقبلت الخارجية رسالة الكويت؟.. وهل استعدت لاحتمالات صلح أو مفاوضات؟!
قرأت تصريحًا لخالد الجارالله، نائب وزير الخارجية الكويتى، يقول فيه: «إن الكويت كانت ومازالت مستمرة فى جهودها لرأب الصدع الخليجى، وحل الأزمة بين الأشقاء فى إطار منظومة دول مجلس التعاون».. ومعناه أن هناك مساعى بين دول مجلس التعاون لإنهاء المقاطعة العربية.. وهو شىء جيد بالفعل، فأين دور مصر من القضية؟.. هل يحدث شىء بعيدًا عن مصر؟!
وقال الجارالله: «إننا اليوم أقرب إلى التفاؤل منه إلى التشاؤم فى هذا الشأن».. أى على بعد خطوات من المصالحة.. فهل هو تصريح دبلوماسى، أم له أصل على أرض الواقع؟.. هل يمكن أن تجلس قطر والسعودية والإمارات بعيدًا عن مصر؟.. هل مصر طرف أصيل فى إنهاء الأزمة؟.. هل غيّرت قطر طريقتها تجاه الأشقاء، أم أن الأمر «ازداد سوءًا» خلال الأيام الماضية؟!
أقصد أن الإعلام يمكن أن يكون حاضرًا فى كل القضايا.. ويمكن أن يفتح بعض الملفات.. ويمكن أن يرسل بعض الأسئلة.. ويمكن أن يستقبل أيضًا بعض الرسائل.. هناك واجبات دبلوماسية للإعلام.. وهناك دور فى إطفاء الحرائق بين الدول.. هناك توجيه قد يحدث.. مهم أن ترسل الدول رسائل عبر الإعلام.. قد تكون عبر تصريح رسمى، أو مقال افتتاحى لكاتب مرموق!.
باختصار، لقد تعاملتُ مع ما نشرته الصحف المغربية حول وفاة الدكتور أبوبكر بأنه رسالة للإعلام والدبلوماسية المصرية.. حتى لا نفتح الباب للكلام عن شكوك قد صاحبت الوفاة.. كما تعاملتُ مع تصريح «الجارالله» بأنه رسالة خاصة.. فهل استعدت مصر لمصالحة مجلس التعاون أم لا؟!