للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

نيفين مصطفى تكتب : البلوى كلها خير

نيفين مصطفى تكتب : البلوى كلها خير

08:30 pm 03/09/2019

| رأي

| 3886


أقرأ أيضا: Test

الدنيا دار ابتلاء واختبار ولكن دار راحة وطمأنينة أيضاً، حتى العلم والمال والفرح والصحه ممكن أن يكون ابتلاءً ليعلم الله سبحانه وتعالى من يشكر النِّعم ممّن ينكرها، قال الله تعالى(هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )، الدنيا امتحان إلى آخر يومٍ فيها، فمن عمل على ذلك ارتاح واطمأنّ لأنّه ترك البحث عن الكمال فما كملت الدنيا لأحد، بل إنّ الله يبتلي المؤمن على قدر إيمانه، فحين سُئل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن أهل البلاء قال(الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ، فإن كانَ في دينِهِ صلباً اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ).

ونزول البلاء على البشر ثلاث أنواع، نوع فاقد الخير فيقابل البلاء بالغضب واتهام القدر ، وأخر يقابله بالصبر وحسن الظن بالله، ونوع ثالث يقابله بالرضا والشكر وهو أمر زائد على الصبر.

فكل ما يصيبنا خير فنحن في نعمة وعافية في جميع الأحوال قال الرسول صلى الله عليه وسلم  " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.

الإبتلاء أنواع تارة يفقد المبتلى حبيبه وتارة يخسر مالاً كثيراً وتارة لا يوفق في أبواب الدنيا ومع ذلك قد يبتلى بكثرة العيال ويحمل الهم والغم لأجل القيام على مصالحهم وتأمين مستقبلهم وفي المقابل قد يحرم الآخر من الولد فيذوق مرارة الحرمان، وأعظمها ما يبتلى في دينه. 
البلاء مكتوب علينا لا فرار من وقوعه، فهو درسٌ من دروس الإيمان والتوكل، فتدرك به حقيقة نفسك لتعلم كم انت ضعيف ، لا حول لك ولا قوة إلا بربك ، فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ، حينها يسقط الجاه، والعجب والغرور والغفلة ، وتفهم أنك مسكين، وضعيف حينها تلجأ إلى القوي العزيز سبحانه.

فهناك فرق بين البلاء والعقاب فمعظم الناس يظنون كلَ مصيبة تقع عليهم عقابًا على التقصير في أمر معين، وهذا فهم خاطئ ، فالبلاء هو المحنة والنائبة التي تنزل على الإنسان، والبلاء يكون من الله وحدة، أما العقاب فهو المصير الذي تنالهُ على أفعالك التي ارتكبتها في حياتك، وجعل الله العقاب للبشر، ليحفظ أنفسهم ودينهم وعقولهم ونسلهم ومالهم، فهذه الأشياء الخمسة هي التي يتعرَّض الإنسان للأذى من أجلها، لذلك جعل الله العقاب لمرتكب الخطأ سواء كان صغير أم كبير، إذاً الفرق بين البلاء والعقاب هو أنَّ البلاء يكون للاختبار والامتحان وبالتالي لرفع الدرجات، أمَا العقاب فيكون بسبب تقصير سابق وتكفير لذنوب سبق أن ارتكبتها.

واخيراً...
أهل الدنيا من أهل المعاصي والغفلة فلا تغرقوا في بحر الشهوات، فتيقن أن ابتلاء الدنيا نعمه من عند الله عز وجل ليخفف عليك عقاب الآخرة، ينبغي على كل مؤمن أن يبادر بالتوبة والبعد عن أسباب الفتن والتمسك بالدين والسنة لينجو في الآخرة.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟