للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

نيفين مصطفى تكتب: البالونات وسر النجاح!!

نيفين مصطفى تكتب: البالونات وسر النجاح!!

05:03 pm 27/08/2019

| رأي

| 3479


أقرأ أيضا: Test

«مهاتير محمد» فى عام 1974 كان ضيف شرف في حفل الأنشطة الختامية لإحدى المدارس في ماليزيا، قبل أن يصبح وزيراً للتعليم ثم رئيساً للوزراء، حيث قام بعمل مسابقة للمدرسين وهي توﺯﻳـﻊ ﺑﺎﻟﻮﻧﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ مدرس، ﺛﻢ ﻃﻠﺐ بأن يأخذ كل مدرس بالونه وينفخها ومن ثم يرﺑﻄﻬﺎ في رجله، ﺟﻤﻊ مهاتير جميع المدرسين في ﺳﺎﺣﺔ ﻣستديرﺓ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﺪﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻭﺳﺄﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺍلآﻥ ﺑﺤﺴﺎﺏ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ، ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺳﻴﺄﺧﺬ ﻛﻞ مدرس ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺤﺘﻔظاٍ ﺑﺒﺎﻟﻮﻧﺘﻪ ﺟﺎﺋﺰﺓ، ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭﻫﺠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺑﺎﻟﻮﻧﺔ الآﺧﺮ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ، حتى أصبح ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺤﺘﻔظاً ﺑﺒﺎﻟﻮﻧﺘﻪ.

ﻭﻗﻒ مهاتير ﺑﻴﻨﻬﻢ متفرجاً وﻣﺴﺘﻐﺮب لما يحدث ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﻢ اطلب ﻣﻦ أحد تفجير ﺑﺎﻟﻮﻧﺔ ﺍلآﺧﺮ؟ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻭﻗﻒ ﺑﺪﻭﻥ تفجير بالونه الآخر ﻟﻨﺎﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺠﻮﺍﺋﺰ.

البالونات هنا أظهرت حب الإنسان لذاته، وتفكيرة السلبى، فحبك لذاتك إن لم تحسن استثماره بالسير على هدي وقيم راسخة تنطلق منها أهدافك لاستحوذ عليك شيء من الجشع أو الظلم أو الأنانية أو رغبة دفينة بالانتقام وربما التشهير والسبب حب الذات بغض النظر عن ما يسبب هذا ضرر للآخرين، فأى موظف كسول ظن واهما أن صعود سلم النجاح لا يأتي إلا "بتكسير مجاديف" الآخرين سوف تدور عليه الدوائر ويكتشف حقيقة "كما تدين تدان.

هناك منافسة صحية سليمة وهناك منافسة عليلة مشحونة، فالأولى تزيد من الإنتاجية في مناخ يشع إبداعاً وابتكاراً ومساحات لا حدود لها من التفكير، وكل هذا دليل على الوعي وسعة الإدراك والتعريف بالأخلاق الراقية. 

فبصفتك مهنياً أو موظفاً أو والداً أو صديقاً تحتاج لمهارة العمل الجماعي، ولا تتوقع أن نجاح الآخرين هو إسقاط لنجاحك ومكانتك، فالأمم ترتقي بأيدي المجموعة، وكما قيل: «اليد الواحدة لا تصفق»، فنجاحك ونجاح الآخرين كباقة ورد اختلفت فيها ألوان الورود، ولكن مع بعضها تجانست وأعطت شكلاً جمالياً، وهذا ما تريد أن تبنيه في مجتمعك.

ولو تابعنا نجاحات البشر على مر التاريخ لا نجد علاقة بين نجاحهم وبين تدمير الآخرين، فكم من فرد أو دولة أو شركة ناجحة أشعلت روح الحماسة في آخرين فولدت المنافسة في الأداء وخلق بيئات أفضل في هذا العالم، وبالفعل إن نجاحك لا يستوجب أن تسعى لفشل غيرك. وكما قال عز وجل "عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ".

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟