الكاتب : أحمد هندي |
12:16 am 17/08/2019
| رأي
| 3066
٢٥ يوليو ٢٠١٩ ..أنطلاق الصراع بين منتدى الدول المصدرة للغاز ومنتدى شرق البحر المتوسط للغاز الطبيعى ، القوى الكبرى للغاز الطبيعى حول العالم .
الكارتل الأول ، ويضم منتدى الدول المصدرة للغاز قوى الأنتاج والأحتياطيات والذى تم تأسيسه في عام ٢٠٠٩ ، من روسيا ٢٤ % ، أيران ١٦ % ، قطر ١٤ % ، حيث تملك الدول الثلاثة أكثر من نصف أحتياطيات العالم من الغاز الطبيعي بنسبة ٥٤% ، ويدعم المنتدى الجزائر وتركيا لمد النفوذ فى عمق قارة أوروبا .
الكارتل الثانى ، منتدى شرق المتوسط للغاز الطبيعى ، تم تأسيسه فى يناير ٢٠١٩ ، ويضم مصر دولة المقر ، وقبرص ، واليونان ، وأسرائيل ، والأردن ، وإيطاليا ، والولايات المتحدة الأمريكية ويمثلها وزير الطاقة الأمريكى ، والأتحاد الأوروبى ممثلا فى المفوضية الأوروبية لشئون الطاقة .
وطبقا للدراسات الأستراتيجية يعتبر قطاع البترول على أرض الواقع الجهاز التنفسى للدولة ، ويقاس عليه مدى لياقة الدولة وقوتها فى اوقات السلم والحرب ، وتعد وكالة الطاقة الأمريكية مركز الكون لشئون الطاقة ، وهو ما أرتكزت عليه رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية منذ توليه مهام المسئولية ، ترسبم الحدود البحرية شمالا وشرقا ، تحويل مصر مركزا إقليميا لتداول وتجارة الغاز الطبيعى ..
وواجهت الأستراتيجية التنفيذية للعديد من التحديات أولها مساوئ التجربة الإخوانية والأستسلام لخدمة المصالح الإيرانية والقطرية والتركية فى مد النفوذ ، وقد ترتب على هذه التجربة أرتفاع أسعار الصرف الاجنبى ، أرتفاع الديون ، توقف الأتفاقيات والأكتشافات الجديدة ، انخفاض معدلات الإنتاج والتنمية ، وارتفاع عجز الموازنة العامة للدولة ، بالإضافة إلى الملف المعقد دعم المنتجات البترولية وأثرها على معيشة المواطن المصرى ، وهو الملف الذى كانت تتاجر به جميع الحكومات المتعاقبة منذ عام ١٩٨٠ .
ووقع الأختيار على المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ، الذى نفذ رؤية وأستراتيجية الرئيس وفقا ليرامج ممنهجة لضمان مستقبل مستقر وأمن للطاقة ، وتحويل مصر مركزا إقليميا لتداول وتجارة الغاز الطبيعى ، يضمن أمن الطاقة لقارة أوروبا دون تدخلات وتأثير على صناعة القرار من جانب روسيا وإيران وقطر ، الذين يؤثرون فى الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية فى الكثير من الدول والفضل يرجع إلى قوة تكتل الغاز الطبيعى الروسى والإيراني والقطرى !!
ولاتزال الحرب مستمرة ..
٥ أغسطس ٢٠١٩ .
المجلس التنفيذى للهيئة العامة للبترول برئاسة العالمى المهندس طارق الملا ، يقرر صرف علاوة إستثنائية للعاملين بشركات القطاع العام والمشترك كما جاء بالقانون رقم ٧٦ لسنة ٢٠١٩ .
قرار جرئ فمنذ صدور قرار تحويل موارد قطاع البترول إلى وزارة المالية و التى تتولى الأنفاق على قطاع البترول منذ صدور القرار ، والسبب فى ذلك سياسة الترقيع الأقتصادى التى كانت تتبعها الحكومة ، حتى أضطر قطاع البترول الذى كان يحمل النظام السياسى على أكتافه ، إلى أقتراض ٢٨ مليار دولار من مؤسسة مورجان ستانلي للتمويل ، بضمان الهيئة العامة للبترول وحقول الإنتاج لبعض الشركات ..
وبدأت وزارة المالية فى دفع أقساط وفوائد القرض بواسطة البنك الاهلي المصرى ، وترتب على ذلك عجز وزارة المالية فى توفير مستحقات الشركات الأجنبية مقابل حصصهم من الخام المنتج وفقا لنظام أقتسام الأنتاج ، فعلى سبيل المثال ، لو أن إنتاج الحقول يوميا مليون وربعمائة ألف برميل يوميا ، تكون حصة الهيئة ٧٠٠ ألف برميل فقط ، ويتم شراء ٧٠٠ ألف برميل !
وقد نتج عن ذلك تراكم الديون على الهيئة العامة للبترول وليس على وزارة المالية ، وهو ما دفع الهيئة العامة للبترول إلى السماح للشركات الأجنبية بتصدير حصصها من الخام حتى لا يسحبوا أستثماراتهم ، وتم اللجوء الى المنح والهبات من دول الخليج العربى ، إلا أن المهندس طارق الملا أحدث معجزة فى فترة زمنية قصيرة جدا قد لا يدركها إلا أهل العلم .
فقد أثبت الوزير أنه رجل واقعى بأختياره برنامجا واقعيا للتعبير عنه ، على سبيل المثال ربط التشغيل بالأستثمار ، فكلما زادت الأستثمارات زادت فرص التشغيل .
١٣ أغسطس ٢٠١٩..وفاة المواطن مصرى حسين إبراهيم سالم ، أحد أشهر رجال الأعمال فى مجال البترول والغازالطبيعي .
١٤ أغسطس ٢٠١٩ ..عيد ميلاد سامح فهمى .
لا اظن أن هناك قضية لعب فيها الخداع والجهل والنيات السيئة ، وأستخدمت فيها أساليب غير أخلاقية لترويج أفكار غير صحيحة ، وعم فيها الكذب والغش ليحل محل الصدق والحقيقة ، ولعبت فيها الصحافة والاعلام دورا سلبيا كبيرا فى أشاعة أفكار ومصطلحات غير صحيحة وغير علمية ، شكلت رأيا عاما خطيرا مثل قضية تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل ودور حسين سالم والمهندس / سامح فهمى فى هذه القضية !!!
فقد دخلت برامج التوك شو سباقا مسعورا لأشعال النار فى الرجلين والمساهمة فى خلق أجواء من الأحتقان ، لأن الفضائيات فى ذلك الوقت كانت سوقا قانونها المال والفوضى .
قضية تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل هى القضية التى تشبه المسرحيات السوداء التى تنتج ضحكا هو البكاء لكثرة ما بها من مفارقات صعبة ، أكدت قدرة البيروقراطية الإعلامية على تزييف الحقائق والوقائع ..
المرحوم حسين سالم ، الرجل الذى أسس أربعة شركات هى ميدور ، ميدتاب ، غاز الشرق ، شرق المتوسط للغاز الطبيعى ، جميعها على أرض مصر بعمالة مصرية ، مات حسين سالم وبقيت الشركات التى تؤكد دوره فى قطاع البترول والغاز الطبيعي !!
المهندس سامح فهمى أحد أشهر المشاهير فى عالم البترول ، الرجل الذى يحظى بحب جارف فلا يذكر أسمه أو يدخل فى أى مكان إلا ويلفت الأنظار بشدة ، بل يتزاحم حوله الكثيرون من أجل مصافحته ، أنها المنحة الإلهية ظاهرة بشرية فريدة !!
عندما تجتمع التواريخ والأحداث كما تجتمع النقاط الضوئية على الشاشة لتعطى فى النهاية الصورة الكاملة للمشهد ، والمشهد المقصود هنا هو أن هناك قوة دافعة خلف قطاع البترول للوصول لمشروع مصر مركزا إقليميا لتداول وتجارة الطاقة