12:30 pm 06/08/2019
| رأي
| 3376
ألم تكن إجابتك ذات مرة عند سؤالك عم تتمنى...راحه البال...وتذكر معى ...ربنا يريح بالك ... خلى بالك من نفسك...طول بالك... الله يصلح بالك ...بالك مشغول!!
هذه الكلمات المنشرة فى مصطلحاتنا اليوميه، و التى تمر على أسماعنا وألسنتنا كثيراً.
واليوم وكأننى للمرة الأولى اقرؤها عندما مررت بها فى كتاب الله «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ».
توقفت ملياً عند هذة الجمله ومالها من قيمه، حتى يجعلها الله مكافأه ونعيماً لمن أمن وعمل صالحاً.
كلمه البال إذاً فصيحة وكنت أظنها عاميه، المقصود بها موضع الفكر، والفكر موضعه العقل والقلب، ولذلك فأنت عندما تقول: أصلح الله بالكم دعاء جميل جداً لم نكن نفطن إليه ، أي أصلح الله خاطرك وتفكيرك وقلبك وعقلك بمعنى أدق البال هو الحال والشأن والقلب.
فراحة البال رجاء عن كونها مطلب إنسانى، فهموم الحياة كثيرة ومشاغلها أكثر، فقليلاً ما نجد فرصة للهدوء والسكون.. ويلزم لذلك عدة أمور تجلب لك السعادة وراحة البال وتطرد عنك تشتت الذهن وشرود العقل والتفكير.. منها: أن تنمي بداخلك قدرة ذاتية تدفع بها المشكلات ولا تضخمها، حاول أن تبتعد قليلا عن الأشخاص مصدر القلق فبغيابك عنهم يوفر عليك جهدًا كبيرًا تبذله في التفكير فيما يقولون وبماذا ترد، إياك أن تشغل بالك بالمستقبل، انتبه إلى ما يمكنك فعله الان، واعلم أن الأمور تسير بمقادير فلا تفكر فى مشاكل قبل وقوعها وتجهد نفسك في وضع حلول لها، قلل من أستهلاكك الشخصي بحيث توفر ما تحتاجه لأن زيادة طموحك المادي مع عدم قدرتك عليه تجعلك مهمومًا أسير لقمة العيش لتحصيل احتياجاتك.
وأخيراً...
راحة البال نعمه كبرى تلى نعمه الإيمان فى القدر والقيمه، عنده يستقيم الشعور والتفكير، وترتاح الأعصاب، ويطمئن الضمير والقلب، وترضى النفس وتشعر بالسلام الداخلى.
فيأتى فى تنظيم كل شؤون الحياه وتدبير الأمور ، اصلاح البال هو فوز فى الدنيا، والنجاه فى الأخرة.
الإيمان بالله ، وعمل الصالحات ، وإتباع النبى هى المقدمات التى تؤدى حتما إلى صلاح البال.