10:15 am 06/08/2019
| غاز
| 2484
منذ ان شددت الولايات المتحدة عقوباتها على إيران، ازادت حدة التوتر في الخليج العربي بشكل خطير بسبب التهديدات والحرب الاعلامية المتبادلة بين امريكا وإيران، التي سعت الى اعتماد خطط واساليب مضادة لضغط على خصومها خصوصا بعد ان اتهمت الولايات المتحدة إيران في هجومين منفصلين على ناقلات نفط في خليج عمان في الأشهر الماضية، وهو ما تنفيه طهران. التي بادرت الى أسقاط طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار فوق مضيق هرمز. احتجازت بعد ذلك ناقلة نفط بريطانية أثناء عبورها المضيق رداً على احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق أثناء عبورها في طريقها إلى سوريا.
حرب الناقلات وبحسب بعض الخبراء ربما ستتسع خصوصا وان طهران التي أظهرت قوة في الرد بالمثل قد عمدت الى اعادة تلك العمليات ضد ناقلات اخرى في مياة الخليج، و قد حذرت إيران من مغبة نشر “قوات أجنبية” في منطقة الخليج، قائلة إنها تمثل السبب الرئيسي في تصاعد “التوتر”. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده تعمل على جعل الملاحة الدولية في مضيق هرمز “آمنة”، مضيفا أن وجود قوات أجنبية لن يسهم في أمن المنطقة، بل سيكون السبب الرئيسي للتوتر. وحذر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، من أن إرسال قوات أوروبية إلى المنطقة يمثل “عملا استفزازيا”.
ونقلت وكالة فرانس برس عن ربيعي قوله: “سمعنا أنهم يعتزمون إرسال أسطول أوروبي إلى منطقة الخليج، وهذا يحمل بطبيعته رسالة معادية، ويعتبر استفزازيا، كما يزيد من حدة التوتر”. وأعلنت بريطانيا عن مقترح بشأن إرسال قوة بحرية بقيادة أوروبية لمرافقة ناقلات النفط عبر مضيق هرمز، وذلك عقب احتجاز إيران لسفينة تحمل علم بريطانيا في 19 يوليو/ تموز. وأضاف ربيعي أن إيران تعتقد أن حفظ أمن المنطقة الخليجية الغنية بالنفط هو مسؤولية دول المنطقة.
وقال الجيش الأمريكي إنه يراقب حاليا منطقة المضيق، ويعمل على فكرة إرسال “قوات بحريًة متعددة الجنسيات” لزيادة المراقبة والأمن في الممرات المائية الرئيسية في الشرق الأوسط. ويرى بعض المراقبين أن تهديدات إيران خاصة فيما يتعلق بمضيق هرمز لن تصل إلى حد “المواجهة”. وبينما دعا البعض إيران إلى “ضبط النفس”، أشار البعض الآخر إلى أن طهران تعاني من “توتر شديد” عكس ما تُبدي. حذرت بعض المصادر من “ازدحام” الأحداث في مضيق هرمز مما يُضاعف “ارتفاع منسوب التوتر بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الخليج”.
وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بعد يوم واحد من احتجاز بلاده ناقلة نفط جديدة، إن طهران لن تتغافل عما وصفه بـ”جرائم بحرية” في الخليج. وأضاف أن الولايات المتحدة لم تستطع تشكيل تحالف دولي لحماية الناقلات في الخليج، لأن حلفاءها يخجلون من الانضمام إليه. وأكد ظريف أيضا أنه دعي بالفعل لمقابلة الرئيس ترامب في البيت الأبيض، لكنه رفض الدعوة.
وبعد ذلك بوقت قصير فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه شخصيا. وأصبحت بذلك المواجهة بين واشنطن وطهران شخصية بالنسبة إلى ظريف. وعلل ظريف وضعه على قائمة العقوبات برفضه دعوة ترامب. ويبرهن فرض عقوبات على وزير خارجية إيران، إلى جانب المرشد الأعلى للبلاد – بحسب ما قاله ظريف – على أن واشنطن مخادعة في ادعاء رغبتها في إجراء حوار مع إيران.
احتجاز ناقلة عراقية
وفي هذا الشأن قالت وسائل إعلام إيرانية رسمية إن الحرس الثوري احتجز ناقلة نفط عراقية في منطقة الخليج. وبثت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” فيديو يصور فيما يبدو الناقلة اثناء احتجازها. وبحسب التلفزيون الحكومي، فإن قوات بحرية تابعة للحرس الثوري “احتجزت ناقلة نفط أجنبية في الخليج بينما كانت تقوم بتهريب الوقود لبعض الدول العربية”. كما أفاد باحتجاز طاقم الناقلة المكون من 7 أشخاص، مضيفا أنها كانت تحمل 700 ألف لتر من الوقود.
وقالت وزارة النفط العراقية، في بيان رسمي، إنها “لا تقوم بتصدير زيت الغاز الى الأسواق العالمية، وإنما يقتصر التصدير على النفط الخام والمنتجات النفطية المعلنة، وفق السياقات والآليات والضوابط المتعارف عليها عالمياً”. وأضاف البيان أن “الجهات المعنية تقوم بجمع المعلومات عن الناقلة المحتجزة”. وأشار إلى أن هذه الناقلة “من الناقلات الصغيرة التي ل اتتعامل بها وزارة النفط في عملية تسويق النفط والمنتجات النفطية”.
وهذه هي المرة الثانية التي تتهم فيها إيران ناقلة نفطية بتهريب الوقود. ففي 13 يوليو / تموز، احتجز خفر السواحل الإيراني سفينة “إم تي ريا” التي كانت ترفع علم بنما، قبل الإفراج عنها في وقت لاحق. وفي الشهر الماضي، استولت إيران على الناقلة “ستينا إمبيرو”، التي ترفع العلم البريطاني، في مضيق هرمز، بحجة ارتكابها مخالفات واصطدامها بسفينة صيد. وجاء ذلك بعد أن شاركت قوات بريطانية في احتجاز ناقلة إيرانية في منطقة جبل طارق.
واستبعد البلدان إجراء عملية مبادلة لتسوية أزمة ناقلتي النفط المحتجزتين حتى الآن. وتزامنت هذه التطورات مع تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، بعد انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي الإيراني، الذي أبرم عام 2015، وتشديد العقوبات التي تفرضها على قطاع النفط الإيراني. وذكرت وكالة فارس للأنباء أن الناقلة احتُجزت بالقرب من المياه الإقليمية الإيرانية. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” إن الناقلة عراقية. وأضافت فارس أن السفينة نُقلت إلى ميناء بوشهر، وسُلمت إلى السلطات هناك. ومن المتوقع أن يؤدي احتجاز الناقلة الجديدة إلى زيادة حدة التوتر في المنطقة. بحسب بي بي سي.
وبدأت سفن حربية بريطانية مرافقة ناقلات النفط البريطانية التي تمر في المنطقة مع تفاقم التوتر، لاسيما إثر احتجاز السفينة الإيرانية بالقرب من منطقة جبل طارق. وقالت بريطانيا إنه يشتبه في أن تلك الناقلة كانت تخرق العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا. بينما تنفي إيران صحة ذلك.
قوة مفرطة
الى جانب ذلك قال قبطان ناقلة النفط الإيرانية التي احتجزت في منطقة جبل طارق إن البحرية الملكية البريطانية تعاملت مع بحارة السفينة بـ”قوة مفرطة”. وساعدت قوات بريطانية سلطات جبل طارق في احتجاز السفينة بعد الاشتباه في أنها كانت تنقل نفطا إلى مصفاة سورية في انتهاك للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي. وقال القبطان إن مشاة البحرية أجبروا البحارة العزل على الركوع تحت تهديد السلاح. وتقول وزارة الدفاع البريطانية إن العملية تمت “وفقا للمعايير الدولية”.
وقد وصل 30 من أفراد القوة بالطائرة من المملكة المتحدة إلى منطقة جبل طارق للمساعدة في احتجاز الناقلة بعد طلب من سلطات جبل طارق. وقال قبطان السفينة، وهو هندي الجنسية طلب عدم الكشف عن هويته، إنه تلقى طلبا من الشرطة عبر جهاز اللاسلكي من أجل الصعود إلى الناقلة فأنزل السلم، لكن قبل صعود أي شخص هبطت مروحية على سطح الناقلة.
وأوضح أنه ذكر لأفراد البحرية البريطانية أنه قبطان، لكنهم تجاهلوه ووجهوا أسلحتهم نحوه وصرخوا به “أنظر إلى الأمام ! أنظر إلى الأمام”. وأضاف “لم يكترثوا لكوني قبطان السفينة، ولم يلتزموا بأي قوانين، كان على متن الناقلة 28 بحارا غير مسلحين. أصبت بصدمة” . وتساءل القبطان: “كيف تصعد إلى مركب كهذا بقوات مسلحة وتلك الطريقة المفرطة؟ لأي سبب؟” وأضاف أنه كان بإمكان مشاة البحرية الصعود للناقلة ببساطة وإبلاغه بأنه رهن الاعتقال.
وقد وافق القبطان على الحديث إلى بي بي سي بشرط عدم ذكر اسمه. وقال إن مسؤولين في المفوضية الهندية العليا نصحوه وطاقم الناقلة بعدم الإفصاح عن هوياتهم خلالاتخاذ الإجراءات القانونية. وردا على سؤال فيما إذا كان هناك شيء غير قانوني يتعلق بناقلته أو حمولتها، قال إنه اتبع إجراءات الشركة، وأضاف أنه لم يكن يعرف بعقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا. وقد اعتقلت سلطات جبل طارق القبطان ثم أفرجت عنه بكفالة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن عملية احتجاز الناقلة “غريس 1” تمت بالشكل المعتاد وإن القوات البريطانية التي شاركت بها التزمت بأعلى المعايير. وأوضحت الشرطة في جبل طارق أن مشاة البحرية البريطانية قدموا دعما لها واستخدموا الحد الأدنى من القوة لتمكين المشاة من الصعود إلى الناقلة والتعامل مع طاقمها والسيطرة عليها. وأضافت أن أربعة من كبار المسؤولين على الناقلة استجوبوا بحذر. وقالت حكومة جبل طارق إن لديها أدلة تناقض ما أدلى به القبطان، وإنها ستصدر بيانا في وقت قريب. وأضافت أنه كانت هناك أسباب للاعتقاد بأن الناقلة تنقل نفطا إيرانيا خاما إلى مصفاة بانياس في سوريا الواقعة تحت العقوبات الأوروبية.
اتفاق لتبادل الناقلات
على صعيد متصل قال وزير الخارجية البريطاني الجديد، دومينيك راب، إنه لا يوافق على فكرة مبادلة ناقلة نفط احتجزها الحرس الثوري الإيراني بتلك التي احتُجزت في منطقة جبل طارق. واستولت طهران على ناقلة النفط “ستينا إمبيرو”، التي ترفع العلم البريطاني، بالقرب من مضيق هرمز عقب مشاركة قوات بريطانية في احتجاز ناقلة النفط الإيرانية “غريس 1” في منطقة جبل طارق.
وقال راب “بالقطع نحن مخولون باحتجازها بتلك الطريقة التي قمنا بها. (لكن) احتجاز ستينا إمبيرو غير قانوني. لذا الأمر لا يتعلق بنوع من المقايضة، بل الأمر مرتبط بالقانون الدولي والالتزام بالمنظومة القانونية الدولية. وهذا ما نصر عليه”. وحث الوزير البريطاني إيران على الإفراج عن ناقلة النفط والالتزام بالقوانين الدولية للخروج من الأزمة الحالية.
وبدأت بريطانيا بإرسال قطعة بحرية حربية لمرافقة الناقلات البحرية عبر مضيق هرمز، كما أرسلت قطعة ثانية إلى منطقة الخليج لحماية الناقلات البريطانية التي تمر عبر المضيق. وكانت إيران قد قالت إنها لم تحتجز الناقلة البريطانية ردا على الاستيلاء على ناقلتها. وفي وقت سابق، أعلنت بريطانيا عن مقترح بشأن إرسال قوة بحرية بقيادة أوروبية لمرافقة ناقلات النفط عبر مضيق هرمز. لكن مقترحها بشأن نشر قوة بقيادة أوروبية لم يلق قبولا على المستوى الأوروبي حتى الآن.
وقال الجيش الأمريكي إنه يراقب حاليا منطقة المضيق، ويعمل على فكرة إرسال “قوات بحريًة متعددة الجنسيات” لزيادة المراقبة والأمن في الممرات المائية الرئيسية في الشرق الأوسط. ووصفت إيران مقترح تشكيل قوة أوروبية ترافق ناقلات النفط عبر مضيق هرمز، وهو خط بحري حيوي، بأنها “استفزازية”. على صعيد آخر، عقدت محادثات بهدف محاولة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني وسط تصاعد التوتر على خلفية احتجاز ناقلتي النفط.
واجتمع مسؤول إيراني رفيع المستوى بمسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين في العاصمة النمساوية فيينا، وصرح على إثر الاجتماع بأن الأجواء كانت بناءة. وأصدر زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانا مشتركا عبروا فيه عن قلقهم الشديد من الأحداث التي وقعت في منطقة الخليج، وقالوا إن الوقت قد حان للبحث عن طريقة لوقف التصعيد والتوتر والعودة للحوار. بي بي سي.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عقب وصوله فيينا إنه يعتبر الاستيلاء على ناقلة النفط الإيرانية خرقا للاتفاقية. وقال عراقجي بعد الاجتماع إن “المناخ كان بناء والنقاشات جيدة”، وأضاف أنه لا يستطيع القول إن الخلافات قد سويت، لكن هناك التزامات كثيرة. وقال ممثل الصين إن جميع الأطراف عبرت عن التزامها بالمحافظة على الاتفاقية الموقعة، وعبرت عن معارضتها الشديدة لفرض الولايات المتحدة عقوبات من طرف واحد