05:18 pm 11/04/2024
| رأي
| 482
اختلف الأدباء والباحثون في وضع تعريف دقيق لكلمة الفكاهة والسبب فى ذلك يرجع إلى كثرة الأنواع التى تتضمنها واختلافها إذ تشمل السخرية واللذع والتهكم والهجاء والنادرة والدعاية والمزاح والنكتة والتوعية والهزل... وقد حفل أدبنا العربى قديمه وحديثه بالعديد من الظرفاء الذين ملاوا حياتنا بهجة وابتساما بفكاهاتهم ونوادرهم وأطايبهم وتلاعبهم بالألفاظ فكان منهم الحمقى والمغفلون والبخلاء والطفيليون والصعاليك من أساطير الظرف والفكاهة... ومنها ما نورده الآن:
* جاء رجل يسأل عالما: أفطرت يوما من رمضان سهوا... قال له: صم عوضه... فقال: صمت وأتيت أهلى وعندهم طعام فسبقتنى يدى فأكلت منه... قال له: تقضى يوما آخر... قال قضيته وأتيت أهلى وقد عملوا هريسة فأكلت ساهيا فما ترى؟... قال له: أرى أن لا تصون إلا ويدك مغلولة إلى عنقك.
* كان جحا يبالغ فى كلامه فقال له أحد أصدقائه: إذا لاحظت فى كلامك مبالغة فساجعل العلامة بينى وبينك أن اقول "إحم"، وفى يوم جلس جحا مع بعض الناس فقال لهم: إنى بنيت مسجدا فى البلد طوله ألف متر، فقال صديقه "إحم" فسأله أحد الناس: وكم عرضه؟ فقال جحا: وعرضه متر واحد... فتعجب الناس وقالوا له: ولماذا جعلته ضيقا جدا؟ فالتفت إلى صديقه وقال: وماذا نفعل؟ الله يضيفها على من ضيقها علينا.
* صحب رجلا أحد البخلاء فقال الرجل: يا غلام أطعمنا دجاجة، فأتى بها باردة، فقال: ويحك أسخنها... ورفع الغداء ولم يؤت بالدجاجة... فلما كان العشاء قال: هات تلك الدجاجة، فاتى بها باردة.فقال: اسخنها. فرد الرجل: اخبرونى عن دجاجتكم هذه، أمن آل فرعون هى؟ فإنى أراها تعرض على النار غدوا وعشيا.
* أضف رجل جحا وقال لجاريته: أطعمينا تينا، ثم اشتغل مع جحا فى الحديث ونسى ونسيت جاريته ما قال لها، ثم قال الرجل لجحا: اقرأ لنا شيئا من القرآن فقرأ "والزيتون وطور سينين" فقال الرجل وأين " والتين" قال جحا: نسيته كما نسيته انت وجاريتك.
* جاءت امرأة إلى رجل يبيع زيتونا تشترى منه بالأجل وكانا فى شهر شعبان، فقال لها؛ ذوقيه لتعرفيه، فقالت له: انا صائمة قضاء رمضان الماضى، فقال لها: قومى يا ظالمة انت تماطلين ربك هذ المطل وتطلبين منى الشراء بالأجل، فمتى تقضين حقى؟.
* خص الجاحظ أهل خراسان بفصل من كتاب البخلاء لشدة بخلهم وخاصة أهل مرو فقال: يقول (المروزى) نسبة إلى مرو للزائر إذا أتاه وللجليس إذا اطال الجلوس: تغديت اليوم؟ فإن قال نعم قال: لولا أنك تغديت لغديتك بغداء طيب، وإن قال لا، قال: لو كنت تغديت لسقيتك خمسة أقداح! فلا يصير فى يد الضيف قليل ولا كثير