08:04 pm 22/03/2024
| رأي
| 923
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ"
سورة الأنعام -الآية ٩٣
هو أحد الذين لم يتقبلوا دعوة الإسلام بالرضا والارتياح فى بدايتها بل كان من هؤلاء الذين حملوا لواء الصد عن الدعوة الجديدة والسخرية من اتباعها والتنكيل بضعفائها... ولكن أراد الله سبحانه وتعالى لدينه أن يتم... وأسلم عبد الله بن سعد وانطلق إلى المدينة واستقبله الرسول صلى الله عليه وسلم كما استقبل غيره من المهاجرين بالحفاوة والاهتمام وزاد من قربه منه، وجعله أحد كتاب الوحى، ولكن ذلك لم يدم طويلا فقد سول له شيطانه أن فى مقدوره أن يكون ندا للرسول صلى الله عليه وسلم... حيث دعاه ذات يوم ليكتب له شيئا من الوحى... فلما نزلت الآية التى فى سورة المؤمنون "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ " عجب عبد الله من تفصيل خلق الانسان فقال: فتبارك الله احسن الخالقين... فقال رسول الله: هكذا أنزلت على... فقال عبد الله: لئن كان محمد صادقا لقد أُوحى إلى كما أوحى إليه، ولئن كان كاذبا لقد قلت كما قال... وارتد عن الإسلام وعاد إلى مكة وأخذ ينال من الإسلام ومن رسوله صلى الله عليه وسلم ومن المسلمين... حتى كان يوم الفتح الأكبر-فتح مكة- وأهدر الرسول دمه، ومعه جماعة وأخذ جنود الله يبحثون عنهم فى كل مكان، واحس عبد الله بن سعد أنه لن يفلت من قبضة هؤلاء الرجال، ففر إلى عثمان بن عفان وكان أخاه من الرضاعة حتى أتى به رسول الله وطلب الأمان له فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال: نعم.
فلما انصرف عثمان وعبد وعبد الله قال الرسول: ماصمت إلا ليقوم بعضكم فيضرب عنقه... فقال رجل من الأنصار: فعلا أومأت يا رسول الله... فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن النبى لا ينبغى أن يكون له خائنة الأعين.
المصادر:
-تفسير القرطبى
-أسباب النزول للواحدى