الكاتب : عثمان علام |
07:00 am 20/08/2023
| 3728
قبل 2015 جمعنا لقاء في مكتب العظيم المهندس أحمد حلمي ، وهو أحد وأعظم وأكبر رواد صناعة البتروكيماويات في مصر ، الطاولة ضمت العديد من القيادات ، كان منهم الأستاذ حسيب إبراهيم والذي لا يمكن حصر شخصيته في منصب معين ، فقد كان أكبر من المقعد الذي يجلس عليه ، وكذلك المهندس محمد إبراهيم ، والذي جاء بعد تعاقب القيادات على رئاسة سيدبك ، ليكون رئيساً للشركة .
———————
كان الأستاذ خالد النجار مدير تحرير الأخبار ورئيس تحرير أخبار السيارات حاضراً ، همس في أذني قائلاً: أرى أن المهندس محمد إبراهيم هو الرئيس القادم للشركة ربما بعد المهندس أحمد حلمي ، قولت : والله عندك حق يا خالد ، رجل بهذه الشطارة وقوة الحدس وسرعة البديهة وأهم من ذلك كله الشجاعة ، يستحق أن يكون رئيساً ل "سيدبك"، حتماً سيأتي .
——————
تعاقب الليل والنهار ، وتولى رئاسة الشركة قبله ثلاث قيادات ، منهم من أنجز ومنهم من لم يوفق كثيراً ، ثم تولى محمد إبراهيم لتبدأ سيدبك قصة إنجازات على يده .
———————
ومحمد إبراهيم هو رجل من طراز فريد ، تعلم في مدرسة البتروكيماويات المصرية ، وهي الركيزة الأولى للصناعة في مصر ، وعندما تأسست سيدبك عام 1997 كان أول الملتحقين والعاملين بها ، يحفظ عن ظهر قلب كل مسمار فى الكيان ، وكل زاوية وكل طوبة بُنيت في حوائط الشركة ، يعرف كل التفاصيل ، عاصر كيف تم تمهيد الأرض ليقام عليها الصرح ، يحفظ أسماء موظفيه رغم كثرتهم ، ولعل هذا ما كان له أثر جيد في إدارة الشركة والصعود بأسهمها لأعلى مستوى ، ومن لا يصدق عليه أن يراجع بيانات البورصة المصرية ، فالشركة ضمن أكبر الكيانات المدرجة هناك .
——————-
أمتدت رحلة المهندس محمد إبراهيم وحتى الآن قرابة ال 37 سنة ، تميز خلالها بالقدرة على اتخاذ القرار الشجاعة المواجهة والعبور بالشركة من الرياح العاتية التي مرت بها ، وقد جاء أستحواذها على بعض أسهم شركة إيثيدكو مؤكداً لقوة الشركة وعناصرها البشرية .
——————-
وقد جمعت بين محمد إبراهيم وكافة قيادات البترول بالإسكندرية علاقات وطيدة، علاقات قائمة على المودة والأحترام والتفاعل وتبادل الخبرات ، واكتسب الرجل سمعة طيبة داخل عالم البتروكيماويات في مصر ، ولمع نجمه، ورفع ذلك من أسهم سيدبك ، لتكون بذلك الأب الروحي لكافة الكيانات بأعتبارها أكثر تحرراً وديناميكية حتى من الكيانات الأقدم .
—————-
وعما قريب سيخرج المهندس محمد إبراهيم للمعاش ، وحال عدم التجديد له ، فإن صناعة البتروكيماويات قد خسرت عقلاً من أفضل عقولها ، وخبرة من أفضل خبراتها ، وسيكون القطاع الخاص محظوظاً بهذا الرجل كما كان محظوظاً بالمهندس أحمد حلمي .
#حكاوي_علام