الكاتب : عثمان علام |
11:50 am 17/05/2022
| 3566
كلمتين ونص…الخيانة الزوجية وتحريم فوائد البنوك
منذ زمن طويل وانبرى بعض المشايخ في تحريم فوائد البنوك ، واعتبروها ربا ، وأن من يُقدم عليها نجس وعليه لعنة الله والملائكة والناسُ أجمعين .
ورأينا في سبعينيات القرن الماضي وما تلا هذه الفترة ، ظهور شركات توظيف الأموال بدعوى أنها تعمل تحت مظلة الدين ، وأن معاملاتها إسلامية ممهورة بصك الدين ، وكان نتاج ذلك ضحايا بالملايين ، وقع منهم من وقع تحت نصب أشرف السعد ومن على شاكلته ، وأخرون وقعوا ضحايا لأخرين لا يقلون عن مهارة أشرف السعد في الضحك على الناس.
لم يدرك من جاء بعد هذه الفترة من المشايخ تغيرات العصر ، ولا قام أحدهم بدراسة على المجتمع وكيف أنه انزلق في بئر النصابين لأسباب يعرفونها جيداً ، ولا فكروا عن كيفية توظيف اتجاهات الناس الذين يبحثون عن الربح تحت مظلة آمنة ، هم يريدون البنوك لكن خوفهم من الحرمانية وفتاوي المشايخ جعلتهم يضلون الطريق .
أختفى "السعد" وغيره الكثيرون من الشخصيات التي تاجرت بأحلام الناس ، لكن ظهر بعدهم ألف سعد وسعد ، وحتى يومنا هذا يظهر كل يوم مستريح جديد ، يحصل على ملايين الناس ويهرب .
لست بصدد وضع أسماء المستريحين الجدد ، فما بين الحين والأخر تنشر وسائل الإعلام طرقهم للنصب وذكائهم فى الضحك على الناس ، وغباء الناس أيضاً ، لكني بصدد مناقشة ظاهرة اجتماعية تسبب فيها الشيوخ والسلفيين ، الذين يزعقون صباحاً ومساء بحرمة فوائد البنوك ، والقطع بربويتها .
وأنا هنا لا أرى دافعاً ولا سبباً ولا مسبباً لظهور النصابين ، مصاصي تحويشة الفقراء ، إلا أولئك الذين يفتون بحرمة المسكن والملبس والزينة والبنوك وركوب السيارات ، هم يغطون في كل النعم ، ويعتبرون التقدم والثقافة والحضارات بكافة اشكالها نوع من الكفر والبذخ والإسراف ، وهذه هي النتيجة ، نصاب يجمع مليار ، وأخر يجمع مليارين ، وثالث يجمع ذهب وفضة ، من بسطاء قتلهم الجهل وفتاوى الشيوخ .
تدخل الدولة مطلوب ، ويكون ذلك بإجراء جلسات ومناظرات للمشايخ مع المجتمع المدني ، يصاحبها حملات توعوية للبسطاء بعدم حرمة فوائد البنوك ، وأن الازمنة تتغير وكل عصر له تداعياته ومتطلباته ، فلا يجب أن نقف متحجرين أمام حضارة وتقدم يسود العالم .
لو سألت مواطن : لماذا اقدمت على منح أموالك لشخص ما ورفضت ايداعها فى البنك ؟، حتماً لن يقوى على الرد ، وإذا أجرى الله على لسانه رداً فسيكون : لأن فوائد البنوك حرام ، مع أنه عندما يضع أمواله في جيب "النصاب"، يطمع فى الحصول على ربح أكبر وسريع دون النظر في عمله وماذا يقدم .
الواقعة الأخيرة في أسوان أكدت ذلك ، الناس كانت تعلم أن المستريح تاجر آثار ، وأخرون قالوا أنه تاجر مخدرات ، وصنف ثالث قال أنه رجل أعمال كبير يستثمر مع أخرون ، هم لم يتحروا عن شخص واحد نهب أموالهم ، بينما رفضوا أن يضعوا أموالهم فى البنوك المعروفة بنظامها وإشراف الدولة عليها .
قمة التناقض والجهل ، لكن كل ذلك له أسبابه ودوافعه ، فقد يكون الخوف من "أين لك هذا"، وقد يكون الخوف من الفتاوي المضللة .
وأياً كان الأمر ، لابد من تحرك واسع للقضاء على ظاهرة المستريحين ، وبدلاً من الساعات المهدرة في مناقشة قضايا الزواج والطلاق ، وطبيعة العلاقة الجنسية بين الأزواج ، تناقش البرامج هذه الظاهرة وتضع لها ، وتستضيف أشخاص لهم مصداقية مع الناس ، بدلاً من شيوخ العضو الذكري والخيانة الزوجية والوضوء بالجورب .
#عثمان_علام #حكاوي_علام