الكاتب : عثمان علام |
07:50 pm 06/09/2021
| 3585
إذا سولت لك نفسك أن تحسدني على شيئ ، فعليك تأجيل ذلك حتى تقترب مني وتنظر في صورتي عن قرب ، فربما تكتشف كم الحزن الذي يختبئ ، أو ترى ندبات الزمن تحت عيني ، أو ترى بعض التجاعيد التي تداريها تلك الصورة التي تراقبها من بعيد ، أو ترى عكازاً خبئته الصورة .
وإذا لم ترى ذلك فاقترب ، فقد تكتشف ذلك الحزن الدفين فى القلب ، أو الجرح الغائر فى الجسم ، أو مخلفات عملية جراحية تركت أثرها ، أو العلاج الملازم لصاحبه بعد الفطار والغداء والعشاء ، أو وريقات وصور الأشعة والتحاليل .
وإذا لم ترى هذا ولا ذاك ، فاسأل من بعيد ، عن الولد المفقود ، أو الام الثكلى ، أو ذلك اليتيم المسكين ، أو الفاقد لعمله وليس له عائل .
أبحث عن الهموم التي تضعف البدن وتطفئ الوجه وتكسر النفس وتذيب الجليد وتهد الجبال وتعكر ماء البحر .
وإذا لم ترى هذا ولا ذاك ، فأبحث في نفسك وعنفها وايقظ فيها الخير إن وجد ، تلمس الأعذار واكبح جماح شهوتك تجاه الأخرين ، ردد قوله تعالى " أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ".
ساعة ذلك سترى أن العيب فيك وليس في غيرك ، وأنك بما تفعل إنما تحارب الرحمن وتتجبر عليه ، وتذكر أنه إذا كان لك عين فللناس أعينُ .