الكاتب : عثمان علام |
06:55 pm 11/03/2021
| 3338
الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه أما ذاك الذي يحب بروحه و قلبه فلا ثمة انفصال أبداً ، فالروح تهفو الى من يحبها ويضمها ويعشقها ويتألم من أجلها ، وحتى لو فارقت هذه الروح ، أو انتقلت فالحبل يظل موصولاً لا ينقطع أبداً .
وهكذا جاء الجانب الأخر من رحلة الإسراء والمعراج ، رحلة الحب والعشق الروحي بين النبي والسيدة خديجة ، وارتباطه الروحي بعمه ابو طالب ..لقد كان فراقهما لا يطاق ، ولوكان هيناً ، ما سُمي عام فراق النبي صلى الله عليه وسلم لهما بـ "عام الحزن".
لقد حزن النبي كثيراً ، فقد ماتت من كانت له حضناً وحصناً ودفءً وحناناً وروحاً وقلبا ، ولم يكن له أن يتخلص من ذلك الحزن على فراق من عاش في نعمتها اكثر من عشرون سنة إلا بمعجزة منحها له رب العباد ، فكانت معجزة الإسراء والمعراج .
ولتأتي بعد ذلك الدروس والعبر من هذه الرحلة المباركة ، ويكون هناك من يصدق ومن لا يصدق ، ولتبرز اهمية الخل الوفي والصديق الصدوق ، الذي يتبعك ويؤمن بك ويصدقك حتى لو كان كلاماً لا يحويه عقل ولا يتسع له صدر .
إن رحلة الإسراء والمعراج ، تستدعي فينا عقلاً مستنيراً وأذهاناً صافية ، وقلوباً متسعة ، لتدرك ما حدث فيها ، فهي وإن كانت رحلة ربانية ومنحة الهية ، فهي أيضاً درساً في نواحي كثيرة ، تعلمنا كيف نُحب وكيف نكون أوفياء وكيف نحزن وكيف نفرح وكيف نعاشر وكيف نتعلم المعروف ونعطي كل ذي حق حقه .
علموا اولادكم هذه الدروس ، ولا تجعلوا من الإسراء والمعراج حدوتة دينية فقط ، بل حكاية انسانية اجتماعية حياتية .
واذكروا هذا الدعاء:
اللهم آتي الروح قوة..اللهم وكما جعلت ليلة الاسراء ليلة للتخفيف على نبيك صلى الله عليه و سلم خفف علينا احزاننا يارب..واغسل قلوبنا من اوجاعها وانزل السكينة و المحبة فيها يالله..سخر لنا من الاقدار اجملها ومن السعادة اكملها ومن حوائج الدنيا ايسرها واحسنها .
اللهُم سَنداً لا يَمِل ولا يمِيل ولا يَهمِل ولا يَغيب ولا يخون ولا يذهب ولا يكل حتى الممات ..نسألك جبرًا وإن كُنّا لا نَستحقّ ..اللهم احفظ لي اشخاص احببتهم ولا تفرقني عنهم وافتح لهم ابواب الرزق من حيث لا يحتسبوا ويسر امورهم وهدئ قلوبهم ..اللهم حقق تلك الاماني التي لم يجف لساني عن ترديدها لك يارب..فإنه لا يعجزك شيء ياالله .