الكاتب : عثمان علام |
06:23 pm 07/03/2021
| 4366
علينا أن نؤمن بأنه اذا سقطت الاحلام وسنين العمر في بئر مثل بئر يوسف ، فعلينا أن نكون على يقين بأن قافلة العزيز ستمر .. وليدرك الجميع ان كل ما يبحثون عنه موجود فيهم ..فالبذرة عندما تغرسها قد لا تدرك ان بداخلها شجرة ضخمة تورق يوماً ويتساقط بذرها لينبت شجر أخر .
لقد فشلت منذ صغري أن لا اكون إنساناً رد فعله بطيئ .. تعلمت سرعة الرد قولاً وفعلاً ، واكتشفت بعد سنوات مضت أن ذلك مثله مثل الذي يقود دراجة دون أن يتعلم ..تجلس على المقعد ويداك على المقود وهناك من يمسك بك من الخلف يدفعك بضعة أمتار ثم يتركك تندفع للحظة ظناً منك أنك تعلمت ، ثم تجد نفسك على الأرض تنزف من كل الانحاء ، وبينما انت تنزف تجد من يوجه لك اللوم ويصفك بالفشل ، وعدم القدرة على التعلم .
لم تكن وحتى الآن لدي براعة الهدوء ، وليس لدي فن السكوت ، ولا املك مفاتيح الصمت القاتم والغامض ، فهذه أمور كنت أظنها كبراً وتعالٍ على الناس ، رغم انها مريحة للعقل وللجسم والقلب وللناس ايضا .
وهناك فن "البرود"، عليك أن تتعلمه حتى تستطيع العيش مع هذا العالم المتغول القاسي الذي لا يعرف لك اعذار ، ولا يبسط لك جناح الرحمة ولا يهون عليك المصاعب ولا يغفر الذلات .. البرود هو ذلك الفن الذي يجعلك سليماً معافً تمشي فى الأرض بسلام واطمئنان ...نعم ستصبح إنسان بلا معنى ، لكن ماذا حصد أصحاب المعاني والمقامات وماذا جنى أصحاب الحمية والمروءة وماذا قدم لهم الزمان ؟
اعترف انني من الجهة المقابلة ، جهة العصبية والانفعال الشديد والدخول في معارك لا ادرك جُل خطرها إلا بعد اتخاذ القرار ، عصبيتي تدفعني لاشياء كثيرة ، اشياء تمنعني ان اشاهد المتعة ولا اعيشها ، ارى الجمال ولا ادخل فيه، اشاهد الماء واظنه رمل ، اتذوق الحلو واجده اشد مرارة .
نصحني البعض بممارسة الرياضة والتنقل والترحال ، وتغيير الاماكن قدر الامكان ، لكنهم لم يساعدوني على هذا ، هم اشد مني سكوناً وكسلاً وتيهاً فى الحياة .
توقفت عن كل شيئ ، حتى عن نصح الاخرين او تلقي النصح عنهم ، ونويت ان اكتب ، فوجدت ان الكتابة تحتاج لمن يلهمك ، تحتاج لوقود حتى تخرج تلك الطاقة الكامنة ، واين هذا الوقود !! لا شك انه موجود لكنه مختبئ