الكاتب : عثمان علام |
06:44 pm 07/02/2021
| 4657
خمسة وسبعون يوماً مرت، مابين تعيينه رئيساً ل"أموك" وبين وفاته وصعود روحه الطاهرة للرفيق الأعلى ، إنه الموت الذي غيبه وعمره 44 عاما ، وليتنا نتعظ وليتنا نتخذ من الأقربين عبرة وعظة .
يوم 23 نوفمبر من العام الماضي 2020 اصدر وزير البترول قراراً بتعيين الكيمائي محمد مصطفي سيد احمد شتا رئيساً لشركة أموك .
والكيمائي محمد شتا كان قد تخرج من كلية العلوم جامعة القاهرة بتقدير عام جيد جدا عام 1998 ، والتحق بشركة البتروكيماويات المصرية عام 1999 ثم صدر قرار بنقله الي شركة القاهرة لتكرير البترول ، ونال منها خبرة كبيرة اهلته لأن ينتقل في عام 2007 للهيئة العامة للبترول "قسم الرقابة علي الجودة والادارة العامة للتكرير والتصنيع" ، ليتم ترقيته لمدير عام التكرير والتصنيع ، وظل بها حتى صدر قرار بتعينه رئيساً لمجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الإسكندرية للزيوت المعدنية ” اموك”.
بعد تعيينه بأقل من شهر أصيب بفيروس كورونا ، وبعد أن تعافى قليلاً ذهبت في مقابلة معه ، اهنئه واناقش معه ملفات كثيرة تعطلت في أموك ، وجدت شاباً مفعم بالحيوية والأمل ، جاد فى العمل ، يحلم بأن تكون أموك كما كانت في عهد عمالقة التكرير ، لأنها كيان كبير يستحق مكانة أفضل مما هي عليه الآن .
كانت خطواته الأولى بدأ لم الشمل ، ووضع ميثاق جديد للتعامل بين العاملين ، وصاغ محمد شتا بروتوكول يضمن الحب والولاء بين القيادات والعاملين والشركة معاً ، وبدأ أول ما بدأ بعودة الحقوق لأصحابه ، فقد كان يؤمن بأنه لا عمل ولا أنجاز إلا بجمع الفرقاء ووأد الخلاف ، وبالفعل عادت الروح لأموك من جديد ، وارتسمت البسمة على الوجوه من جديد ، وكأن شتا كان رسول السلام الذي بعثت به العناية الالهية ليخلص الشركة من عهد الظلام والكبت والخسائر .
هاتفني منذ أيام ، شاكراً لي ما كتبته عن أموك ، وممتناً على بضع كلمات سطرتها بحقه وحق الشركة والناس ، ووعد بأن سيكون هناك لقاء يجمعنا ، وقال لي: اسأل الله أن اكون عند حُسن الظن بي ، وقولت له: من يُخسن الظن يُحسن العمل ، وقد فعلت ذلك يا بشمهندس شتا ، وإن شاء الله سيكون التوفيق حليفك وسيسدد الله خطاك ، واغلقت الهاتف فى انتظار موعد ظننت أنه سيتم قريباً .
لكن سبحان الله ، لم يمهله المرض اللعين له ، فمكث غير قليل بالمشفى ، وحال بينه وبين احبابه القدر المحتوم ، وعندما جاء الموعد لقي ربه غير مضيع ولا مفرط ولا مهمل ، رحل محمد شتا لا له ولا عليه ، رحل وترك آلاف المحبين يبكون عليه ..رحل وترك الدنيا لأصحاب النفوس الضعيفة والحاقدين والحاسدين والمرضى.
ومن لم يكن له الموت واعظ فلا تنفعه المواعظ ، فمن رحل افضى لجوار ربه ، وإن كنا اليوم نبكيه ، فعلينا البكاء على انفسنا ، وقبل ذلك تطهيرها وغسلها قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم .