زمان كان التاريخ الهجري هو أول ماتقع عليه أعيننا كل يوم في المدارس ، وحتى وقت قريب كنا نحفظه عن ظهر قلب ، وبقدرة قادر أختفى التاريخ الهجري من الذاكرة ومن المدرسة ، وأصبح مجرد يوم نحتفل به سنوياً لأنه يوم أجازة وليس بداية لعام هجري جديد...ولو أجرينا مسابقة بين أولياء الأمور وليس التلاميذ لمعرفة تاريخ السنة الهجرية لرسبوا جميعاً ...ولمن لايعرف قصة التأريخ الهجري : فى خلافة عمر بن الخطاب وتحديدًا فى السنة السابعة عشرة للهجرة، ورد خطاب إلى أبى موسى الأشعرى مؤرخًّا فى شعبان، فأرسل إلى الخليفة عمر يقول: يا أمير المؤمنين، تأتينا الكُتب، وقد أرِّخ بها فى شعبان، ولا ندرى أى شعبان هذا، هل هو فى السنة الماضية أم فى السنة الحالية؟ فجمع عمر رضى الله عنه الصحابة ليضعوا حلًا لهذا اللبس، وبدأت إقتراحات الصحابة تتوالى، فمنهم من قال نأخذ بتاريخ مولد الرسول "ص"، وآخر قال: نأخذ بتاريخ وفاته، إلا أنهم أجمعوا فيما بعد على أن أهم حدث في تاريخ الدولة الإسلامية هو تاريخ الهجرة النبوية كونها بداية إقامة دولة الإسلام ، فاستشار عُمرعثمان بن عفان والإمام على فى هذا الاقراح فأقروه، فأصبح هذا الحدث المهم بداية للتأريخ الإسلامي ، وكان هذا فى سنة 622م أى بداية شهر "مُحرم" حيث تبدأ فى السنة الثانية والعشرين وستة مائة ميلادية، وبدأ التأريخ بهجرة الرسول "ص"منذ ذلك التاريخ....وقد اعتمد المسلمون التقويم العربى ليكون تقويم الدولة الإسلامية.....وللأسف تاريخنا أُكل يوم أُكل الثور الأبيض ، فأدركوا مافات ، وعلموا أولادكم وأنفسكم تاريخكم ...كل عام وأنتم بخير لعام ١٤٣٨هـ!!!!